"الدايت" الصح.. سر الجسم السليم
في ظل الزيادة العالمية في معدلات السمنة والوزن الزائد أصبح البحث عن طرق سريعة لإنقاص الوزن هاجسا للكثيرين، إلا أن الاعتماد على أنظمة غذائية غير مدروسة أو إتباع نصائح غير صحيحة قد يؤدي إلى نتائج عكسية بل ويضر بالصحة العامة فالنظام في حد ذاته ليس خطأ، لكن تطبيقه الخاطئ أو المبالغ فيه هو المشكلة.
أكدت الدكتورة هبه عبد السلام بركات، باحث أول بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ان أبرز الأخطاء الشائعة في أنظمة إنقاص الوزن:
- الحميات القاسية مثل الحمية منخفضة الكربوهيدرات أو "الكيتو"، و المقصود بها تقليل الكربوهيدرات والسعرات الحرارية بشكل مفرط لفقدان الوزن بسرعة مما يؤدى لنزول سريع فى الوزن لكنها في الغالب تكون على حساب الكتلة العضلية والماء وليس الدهون
و اوضحت ان اهم الآثار الصحية لتلك الانظمة ضعف المناعة، بطء التمثيل الغذائي، الشعور بالإرهاق والدوار، زيادة احتمالية استعادة الوزن المفقود بسرعة والحرمان من مجموعات غذائية كاملة مثل استبعاد شبه كامل تمامًا للكربوهيدرات وهو ما يحدث في (رجيم الكيتو) أو للدهون (حمية خالية من الدهون) من النظام الغذائي وهو من أكثر الأخطاء شيوعًا، حيث أن الاعتدال في تناولها مطلوب لكن إلغاؤها بالكامل يضر بالجسم.
فضلًا عن نقص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين ( ا, د,ه, ك)، و الحرمان من الألياف، و اضطرابات في الطاقة والمزاج بجانب مشاكل هضمية.
وأضافت انتشرت في الأسواق منتجات تدّعي قدرتها السحرية على إنقاص الوزن مثل الشاى الأخضر، حبوب سد الشهية، منتجات حرق الدهون، فالبرغم أن بعض الأعشاب أو المكملات قد يكون لها دور مساعد إلا أنها لا تغني عن النظام الغذائي المتوازن، وقد تسبب أضرار على الكبد والكلى واضطرابات هرمونية عند الإفراط فى تناولها.
وحذرت عبدالسلام من تقليل البروتين إعتقادًا أنه يعيق فقدان الوزن بينما هو عنصر أساسي للحفاظ على الكتلة العضلية، فهو يؤدي إلى سقوط الشعر و تكسير الأظافر و فقدان الكتلة العضلية و بطء الحرق و ضعف عام .
كما ان الصيام الطويل أو تخطي الوجبات يلجأ البعض إلى تخطي وجبات أساسية مثل الإفطار أو العشاء لخفض السعرات، لكن هذا السلوك يؤدي غالبًا إلى نوبات شراهة لاحقًا
كما يؤدي إلى هبوط في سكر الدم وصداع وإرهاق واضطراب في الهرمونات المنظمة للجوع والشبع.
وأكدت عبدالسلام ان الإفراط في تناول الأطعمة "الدايت" المصنعة والأعتماد على الأطعمة منخفضة السعرات أو الخالية من السكر فقد تحتوي على محليات صناعية أو دهون خفية
تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وزيادة الشهية، وزيادة الوزن على المدى الطويل
الآثار النفسية و الصحية المترتبة على هذه الأنظمة إنقاص الوزن ليس مجرد نظام غذائي بل هو أيضًا تغيير سلوكي ونفسي، حيث إن التوتر والحرمان المفرط يزيدان من الرغبة في الأكل غير الصحي قد تتسبب تلك الأنظمة فى نقص العناصر الغذائية كالحديد و الكالسيوم و الفيتامينات ، و ضعف جهاز المناعة وزيادة فرص العدوى، واضطرابات هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية أو الخصوبة.
وأضافت أن إنقاص الوزن ليس هدفًا قصير المدى، بل هو رحلة نحو أسلوب حياة صحي ومتوازن، وبتجنب الأخطاء الشائعة في الحميات الغذائية يحمي من أضرار صحية خطيرة ويساعد على تحقيق فقدان وزن مستدام يحافظ على صحة الجسم وجودة الحياة ولذلك يجب استشارة أخصائي تغذية قبل اتباع أي نظام لإنقاص الوزن، إتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع المجموعات الغذائية بكميات معتدلة، دمج النشاط البدني بشكل يومي لتحفيز الحرق، تجنب الحلول السريعة، والتركيز على التغيير التدريجي للأسلوب الغذائي، الاهتمام بالجوانب النفسية والدعم السلوكي لتحقيق نتائج مستدامة.








