عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بصمات إنسانية واضحة تركها الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة داخل قلوب كل من يتعامل معه، وكل من يلجأ إليه لقضاء حاجة طالما كانت في استطاعته، فهو جابر خواطر من الدرجة الأولى.

منذ أيام قلائل، استوقفني منشور على إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لحالة إنسانية لموظفة تستغيث برئيس جامعة القاهرة لإنقاذها من تكاليف العلاج الباهظة التي فوجئت بها، وسرعان ما تدخل الخشت فورًا لطمأنتها وتحمل تكاليف العلاج كاملة.

لم يدهشني الأمر ولم أقع تحت تأثير الذهول -الذي قد يصيب البعض في تلك المواقف بسبب تعطشنا لمسئول يحنو علينا- فقد اعتدت من الدكتور الخشت على إجارة المستجير، ونصرة المظلوم، ونصف المُحق، فلم يكن هذا الموقف العابر الوحيد في سجل الدكتور الخشت الحافل بالإنسانيات.

الدكتور الخشت لم يتردد يومًا في تقديم المعونة لكل من يحتاجها، ولم يرد يومًا يدًا امتدت لطلب المساعدة، ولم يتخاذل يومًا في إغاثة مريض ضاقت عليه الأرض بما رحبت، ولم يكسر خاطر طالب حاول التقرب منه أو تعثر ولي أمره في سداد المصروفات الدراسية بل دائما يتغلب عليه روح الأبوة، لقد قطع على نفسه عهدًا بأن ينتصر دومًا لمبادئ الإنسانية قبل أي شيء.

استقرار مبادئ الإنسانية في قرارة وجدان الخشت وغلبتها عليه ربما يكون أحد أسباب نجاحه الباهر في احتفاظ جامعة القاهرة بمكانتها العريقة وسط بقية الجامعات، وتقدمها في التصنيفات الدولية المختلفة، والتوسع في تطوير البرامج الدراسية الحديثة، والريادة في التحول الرقمي.

تمكّن الدكتور الخشت من الارتقاء بكليات جامعة القاهرة وحصولها على الاعتماد الدولي، والتوسع في إنشاء المستشفيات الجامعية التابعة لها، وتطوير المستشفيات القائمة بشكل يليق بعراقتها، وتأسيس فرع دولي متكامل في مدينة السادس من أكتوبر بفضل سيادة هذا الجو الإنساني النادر.

تأملت قليلًا مئات الاستغاثات الإنسانية التي توجه للمسئولين بمختلف مناصبهم يوميًا دون جدوى، وددت لو تعمم نموذج الخشت الإنسان في قلب كل مسئول حتى يضع هموم رعيته نصب عينيه، ويحنو عليهم، ويضمد جروحهم، ويرد لهم حقوقهم، ويدفع عنهم المظالم.

في تلك اللحظة سيتحول المجتمع إلى خلية نشطة من العمل والكد والكفاح دون كلل أو ملل للارتقاء والنهوض بالدولة كل في مجاله، وينعم مجتمعنا بالراحة والرخاء والازدهار، ونتقدم نحو الريادة العالمية.

بالإنسانية وحدها تبنى الأمم وينهض المجتمع وترتقى الدول في جو يسوده الحب والوئام، بعيدًا عن دائرة الكره والحقد.