هل تُضعف أدوات الذكاء الاصطناعي أداء الأطباء في عملهم؟

يعد الفم بيئة مليئة بالميكروبات التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الفم والجسم بشكل عام. كما ذكرت، هناك توازن دقيق بين الميكروبات المفيدة والضارة في الفم. على سبيل المثال، بعض الميكروبات تساعد في هضم الطعام وتقوية جهاز المناعة، بينما بعضها الآخر يمكن أن يؤدي إلى أمراض الفم مثل التسوس وأمراض اللثة.
أما فيما يخص الروائح، فهي في الواقع تُعد مؤشراً مهماً على الحالة الصحية. رائحة الفم الكريهة يمكن أن تكون ناتجة عن تراكم البكتيريا في الفم أو وجود مشاكل صحية أخرى. مثلًا:
رائحة الفم الحلوة التي تشبه الفاكهة قد تكون دليلًا على الحماض الكيتوني، وهي حالة تحدث عندما لا يستطيع الجسم استخدام الجلوكوز بشكل صحيح بسبب نقص الأنسولين، مما يدفعه لتحويل الدهون إلى كيتونات. عندما تكون الكيتونات موجودة بتركيز عالٍ في الدم، يمكن أن تنبعث رائحة فم حلوة.
رائحة الأمونيا قد تشير إلى مشاكل في الكلى، حيث أن الكلى المصابة قد لا تكون قادرة على التخلص من النفايات بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكم المواد السامة مثل اليوريا في الدم، والتي يمكن أن تسبب هذه الرائحة.
التنظيف الجيد للفم، بما في ذلك استخدام الفرشاة والخيط بانتظام، يمكن أن يساعد في تقليل تأثير الميكروبات الضارة. أيضًا، إذا كانت هناك رائحة غير طبيعية للفم، من المهم استشارة الطبيب لأن ذلك قد يكون علامة على مشكلة صحية أكبر.
تمتلك أنفاسك قدرة مذهلة على تقديم إشارات بشأن صحتك العامة، بما في ذلك مضاعفات مرض السكري، وفقاً لموقع «هيلث لاين».
قد تساعد اختبارات التنفس الأطباء في تحديد مرض السكري، حيث أشار بحث من عام 2021 إلى أن قياس ثاني أكسيد الكربون في الأنفاس يمكن أن يساعد في تشخيص مرحلة ما قبل السكري أو مرض السكري في مراحله المبكرة.
أمراض اللثة والسكري
يمكن أن يتسبب مرض السكري في تلف الأوعية الدموية؛ مما يقلل من تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك اللثة. إذا لم تحصل اللثة والأسنان على إمداد دم كافٍ، فقد تصبح ضعيفة وأكبر عرضة للعدوى.
قد يرفع مرض السكري أيضاً مستويات الغلوكوز في الفم؛ مما يعزز نمو البكتيريا والعدوى ورائحة الفم الكريهة.
عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة، قد يواجه جسمك صعوبة في مكافحة العدوى؛ مما يجعل شفاء اللثة أكبر صعوبة.
وتشمل أمراض اللثة التهاب اللثة ودواعم الأسنان. في هذه الحالات تهاجم البكتيريا الأنسجة والعظام التي تدعم أسنانك. ويمكن أن يؤثر الالتهاب على التمثيل الغذائي ويرفع مستوى السكر في الدم؛ مما قد يزيد أعراض مرض السكري سوءاً.
يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى أمراض اللثة، ولكن أمراض اللثة يمكن أن تسبب مشكلات إضافية للمصابين بالسكري؛ كأن تؤدي إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية.
إذا أُصيب مريض بالسكري بمرض في اللثة، فقد يكون المرض أكبر حدة ويستغرق وقتاً أطول للشفاء، مقارنة بشخص غير مصاب بالسكري.
الأجسام الكيتونية
غالباً ما تسبب المستويات المرتفعة من الكيتونات رائحة الفم الكريهة. أحد هذه الكيتونات، وهو الأسيتون (مادة كيميائية توجد في طلاء الأظافر)، يمكن أن يجعل رائحة نفسك تشبه رائحة طلاء الأظافر.
عندما يعجز الجسم عن إنتاج الإنسولين، فلا تحصل الخلايا على الغلوكوز الذي تحتاج إليه للطاقة. للتعويض، يتجه الجسم إلى حرق الدهون. حرق الدهون بدلاً من السكر ينتج الكيتونات، التي تتراكم في الدم والبول.
ينتج جسمك مزيداً من الكيتونات عندما تكون صائماً أو تتبع نظاماً غذائياً عالي البروتين ومنخفض الكربوهيدرات، وإن كان ليس بالمستوى نفسه كما في «الحماض الكيتوني السكري»، وهذه حالة طبية طارئة.
عندما ترتفع الكيتونات إلى مستويات غير آمنة، فإنه يزداد خطر إصابتك بـ«الحماض الكيتوني السكري». قد تشمل الأعراض رائحة فم حلوة تشبه الفاكهة، والتبول أكثر من المعتاد، وألماً في البطن، أو غثياناً، أو قيئاً.
التعامل مع رائحة الفم الكريهة الناتجة عن السكري
يمكن تأخير أمراض اللثة أو تقليل حدتها عبر اتباع بعض النصائح اليومية، منها:
- غسل الأسنان بالفرشاة مرتين على الأقل يومياً واستخدم الخيط الطبي يومياً.
- تنظيف اللسان بالفرشاة أو كشطه، فهو بيئة خصبة للبكتيريا المسببة للروائح الكريهة.
- شرب الماء والحفاظ على رطوبة الفم.
- الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف.
- استخدام منتجات النعناع الخالي من السكر أو العلكة لتحفيز إنتاج اللعاب.
- زيارة طبيب الأسنان بانتظام واتباع توصياته العلاجية، والتأكد من إبلاغ الطبيب بإصابتك بالسكري.
- الإقلاع عن التدخين.