خبير في التغذية العلاجية يكشف خطة غذائية تحمي من سرطان الأمعاء

كشف البروفيسور تيم سبيكتور، أحد أبرز خبراء التغذية في المملكة المتحدة ومؤسس نظام وتطبيق "ZOE" الغذائي، عن توجه غذائي جديد أطلق عليه اسم "Fibremaxxing"، يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في الوقاية من سرطان الأمعاء، بالإضافة إلى دعم الصحة العامة والمساعدة في خسارة الوزن.

يتمحور هذا الاتجاه حول تضمين كميات كبيرة ومتنوعة من الألياف في كل وجبة يومية، وهو ما اعتبره البروفيسور سبيكتور وسيلة فعالة لتحسين صحة الجهاز الهضمي، والحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني، بل وحتى بعض أنواع السرطان، وعلى رأسها سرطان الأمعاء.

 وصفة بسيطة لها تأثير قوي

في مقطع فيديو نشره سبيكتور عبر حسابه على إنستجرام، شاهده حتى الآن أكثر من 150 ألف متابع، قدم وصفة لوجبة غذائية غنية بالألياف تضم الفاصوليا البيضاء، الذرة المحمصة، الأفوكادو ورقائق التورتيلا المصنوعة من الذرة. 

وأوضح أن هذه الوجبة وحدها تحتوي على نحو 25 جرامًا من الألياف، ما يعادل 80% من الكمية اليومية الموصى بها.

وأشار إلى أن الألياف لا تخضع لعملية الهضم والامتصاص بسهولة، بل تمر عبر الأمعاء، حيث تساهم في تحسين حركة الجهاز الهضمي، مكافحة الإمساك، طرد السموم، وتعزيز صحة ميكروبات الأمعاء، التي تلعب دورًا رئيسيًا في المناعة والوقاية من الأمراض.

ألياف متنوعة لحماية أكبر

شدد سبيكتور على أهمية التنوع في مصادر الألياف، موضحًا أن ميكروبات الأمعاء "تزدهر مع التنوع الغذائي"، لذا ينصح بتناول مجموعة واسعة من الأطعمة مثل المكسرات، البذور، الحبوب الكاملة، الفاكهة، والخضروات للحصول على الفائدة القصوى.

تشير التقديرات إلى أن نحو 28% من حالات سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة تعود إلى نقص الألياف في النظام الغذائي، ومع ذلك لا يتناول سوى 9% فقط من البالغين الكمية الموصى بها يوميًا، والتي تبلغ 30 جرامًا.

ويظل سرطان الأمعاء أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا في البلاد، حيث يودي بحياة نحو 17 ألف شخص سنويًا. 

كما لاحظ الأطباء ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بين الشباب إذ تضاعفت بنسبة 80% على مستوى العالم خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وأصبحت تصيب حتى الفئة العمرية بين 25 و49 عامًا، رغم أن أغلب الحالات لا تزال تُسجل بين من تجاوزوا الخمسين.

الوقاية ممكنة بخيارات غذائية مدروسة

تؤكد مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية أن أكثر من نصف حالات سرطان الأمعاء يمكن الوقاية منها من خلال اتباع أنماط غذائية صحية، على رأسها الإكثار من الألياف، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة، والحفاظ على وزن صحي.

وتبقى الأعراض التحذيرية المبكرة مثل وجود دم في البراز، تغيرات في عادات الأمعاء، فقدان الوزن غير المبرر والشعور المستمر بالتعب، مؤشرات لا ينبغي تجاهلها وتستدعي التقييم الطبي الفوري.

بات واضحًا أن تعديل بسيط في النظام الغذائي اليومي، عبر تعزيز تناول الألياف، قد يحمل تأثيرًا كبيرًا في حماية الصحة العامة وتقليل خطر أحد أكثر الأمراض فتكًا وانتشارًا في العالم.