صلة الرحم في رمضان.. كيف تتعامل مع القريب المؤذي؟

قال الشيخ إبراهيم جاد الكريم أن شهر رمضان من الفرص العظيمة التي ينبغي أن نستثمرها في صلة الأرحام، فإن الله سبحانه وتعالى نهى عن قطيعة الرحم، فقال سبحانه: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ" (محمد: 22-23).
وتابع جاد الكريم أنه يجب علينا حتى لا تقع تحت طائلة هذا الوعيد، أن نبادر في هذا الشهر الفضيل بصلة الأرحام، لأن النبي ﷺ أخبرنا أن من أراد أن يُوسِّع الله له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، وأن يُبارك له في ذريته وعمره، فعليه بصلة الرحم، قال ﷺ: "من سرَّه أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه" (متفق عليه).
وأضاف جاد الكريم :"وربما يقول قائل: "أصل أقاربي ولكنهم يقطعونني، وأتودد إليهم ولكنهم يُبغضونني"، فنقول له: إن النبي ﷺ جاءه من يشكو مثل هذا الأمر، فقال: "يا رسول الله، لي أقارب أصلهم ويقطعونني، وأتودد إليهم ويبغضونني"، فقال ﷺ: "إن كنت كما قلت، فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ، أي كأنك تُلقِمهم الرماد الحار، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" (رواه مسلم)، أي أنهم لن يستطيعوا الإساءة إليك أو الخوض في عرضك، ما دمت متمسكًا بصلتهم".
وأكد جاد الكريم أنه على المسلم في هذه الأيام الفضيلة أن يبادر بالسؤال عن أقاربه، والتودد إليهم، والإهداء إليهم، وأن ينسى ما بدر من جفاء أو قطيعة، وأن يكون هو المبادر في هذه الأوقات الطيبة، حتى ولو بالاتصال أو بالكلمة الطيبة.
وحذر جاد الكريم من أولئك الذين يُصرّون على القطيعة من قول النبي ﷺ: "لا يدخل الجنة قاطع" (رواه البخاري ومسلم)، أي: لا يدخل الجنة قاطع رحم.
وفي ختام حديثه، أشار جاد الكريم لما بينه لنا النبي ﷺ أن الله تعالى لما خلق الخلق، قامت الرحم تستعيذ من القطيعة، فقال فيما أخرجه مسلم: "لما خلق الله الخلق، قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؟ فقال الله: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى". ثم قرأ ﷺ الآية: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ" (محمد: 22-23).