لماذا نصوم شهر رمضان كل عام؟.. مقصد رمضان الأعظم (فيديو)
قال الشيخ إسلام ضيف الله، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن من أعظم مقاصد الصيام في شهر رمضان تزكية النفوس وتطهيرها من الآثام والذنوب، مشيرًا إلى أن الله تعالى قال في كتابه الكريم:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 183).
وأوضح أن الصيام مدرسة روحية تهدف إلى مراقبة الله والابتعاد عن المعاصي، حيث أن التقوى تقوم على الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل، والرضا بالقليل.
الصيام.. وقاية من الذنوب وعصمة من النار
استشهد الشيخ إسلام ضيف الله بالحديث القدسي الذي يروي عن الله تعالى:"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، الصوم جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط، وإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم".
وأشار إلى أن الصوم جُنّة (وقاية) لصاحبه من الوقوع في الذنوب، كما أنه يعصمه من عذاب النار يوم القيامة، مؤكدًا على أهمية تحقيق الأخلاق الرفيعة أثناء الصيام، فلا يجوز للصائم أن يرد الإساءة بالإساءة، بل عليه أن يذكر نفسه بأنه صائم ويلتزم بالهدوء وضبط النفس.
مراتب الصيام عند الغزالي
نقل الشيخ عن الإمام أبي حامد الغزالي تقسيمه لمستويات الصوم إلى ثلاث درجات:
- صوم العموم: وهو الامتناع عن الطعام والشراب وشهوة الفرج.
- صوم الخصوص: وهو كف اللسان والعين والسمع والجوارح عن كل معصية وإثم.
- صوم خصوص الخصوص: وهو صيام القلب عن الانشغال بغير الله، والابتعاد عن كل ما يصرف الإنسان عن العبادة والتأمل في الله.
رمضان.. فرصة عظيمة للمغفرة
أكد الشيخ أن شهر رمضان فرصة عظيمة لنيل المغفرة والرحمة، حيث قال النبي ﷺ: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه".
وختم حديثه بالدعاء قائلاً: "نسأل الله أن يزكي نفوسنا ويؤتيها تقواها، وأن يبلغنا ليلة القدر، ويجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم".
