رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

سعدت عندما شاهدت أهل قريتى يفطرون على مائدة واحدة فى أحد أيام رمضان، لم يقتصر الافطار على المسلمين ولكن كانت موائد الافطار الجماعية تعج بالمسلمين والمسيحيين، راعى كنيسة أبى فام الجندى يجلس مع رجال الدين الإسلامى من أبناء الأزهر الشريف على رأس المائدة، وباقى الشباب المسلم والمسيحى والكبار وزعوا أنفسهم على باقى الموائد التى اتخذت من أحد الشوارع مكانا لها، ومما ضاعف من سعادتى أن هذا التجمع الإنسانى يكشف أن الوحدة الوطنية تغزو كل شبر على أرض مصر فى القرى والنجوع، كما هى فى المدن الكبرى، الكل يعيش فى نسيج واحد وسبيكة واحدة تحت سماء واحدة يشربون من ماء واحد، وتجرى فى عروقهم دماء واحدة فى المعارك والحروب ومواجهة الإرهاب والقضاء عليه سويا.

اختبار الوحدة الوطنية انعقد فى القرية خلال أحداث ثورة 30 يونيو، عندما انقلبت الجماعة الإرهابية بعد ازاحتها عن الحكم إلى ما يشبه الثور الهائج تحاول بث الفرقة، فاجتمع الشباب فى القرية لحماية الكنيسة الوحيدة فى القرية، كما اجتمع الشباب المسيحى لحماية المساجد، واندمجوا فى فريق واحد تحت شعار الهلال والصليب يجمعنا. فى القرية النائية فى قنا ومثلها فى باقى القرى الأهالى يتشاركون فى الأحزان والأفراح والأعياد، هناك فترة من الفترات حاولت الجماعات المتطرفة فى معظم مناطق مصر اثارة الفتنة بين أبنائها، ولكنها كانت دائما تفشل عندما كشفت الأمة علاقة المسلمين والمسيحيين والتعاون المشترك والانتماء للوطن أصبح أقوى من الفتنة، وأكد الجميع صلابة الوحدة الوطنية التى لا يستطيع أصحاب الفكر المتطرف التأثير فيها.
شهر رمضان هذا العام كان مختلفا، فالمسلمون والمسيحيون صاموا معا، هذا علامة طيبة على الترابط والود، الجميع منشغل بفعل الخيرات، والشباب الأقباط يشاركون فى إعداد وتنظيم الموائد الرمضانية.
نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد توليه المسئولية فى زرع المحبة والسلام بين المصريين، وطلب من الجميع التمسك بالوحدة الوطنية، وتجاوز كلمة مسلم ومسيحى فالكل مصريون، وكل ما يتم فعله يؤكد أن الكل زى «بعض» ولا تمييز بين الجميع، لا اختلاف مع أحد فى أفكاره، لكن لابد من الحفاظ على البلد تحت مظلة واحدة.
احتفل منذ أيام الأخوة المسيحيون بعيد القيامة وهو أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها، فيه سينتهى الصوم الكبير الذى يستمر حوالى 40 يوما، ويترقب المسلمون عيد الفطر المبارك، وقدم المسلمون التهنئة للأخوة المسيحيين بأعيادهم، ودعوا الله أن يديم المحبة والأمن والأمان فى ربوع مصر، وأشادوا بدور الكنيسة فى الحفاظ على النسيج الوطنى.. أحد السعف الذى احتفل به المسيحيون قبل عيد القيامة يرمز للسلام والمحبة، وينتظر المسلمون رد تهانى الأخوة المسيحيين لهم بعيد الفطر المبارك، مما يؤكد أن مصر تمضى فى ترسيخ الأخوة والمحبة والتعايش بين كافة أطياف المجتمع.
رعاية السيسى للوحدة الوطنية تأصلت فى زياراته الكثيرة للكاتدرائية وكنيسة ميلاد المسيح لتهنئة البابا تواضروس والأخوة المسيحيين بأعيادهم، والتذكير بأن الجمهورية الجديدة تتسع للجميع، ودائما يستقبل الأخوة المسيحيون الرئيس السيسى بالأعلام بالتصفيق والزغاريد لأنه أول رئيس يزور الكاتدرائية للتهنئة بالعيد.
تهنئة شركاء الوطن بمناسباتهم وأعيادهم من حسن الجوار ورد التحية بالحسنى وحسن التعايش، وهى مبادئ إنسانية، راقية، يدعو إليها الشرع كتابا وسنة ومارستها السيرة النبوية العطرة واظهار سماحة الإسلام، فالمسلمون والمسيحيون أبناء وطن واحد ونسيج واحد، ولن تفلح قوى الشر فى بث الفتن أو زعزعة استقرار الوطن، وتبادل التهانى بين أبناء الوطن الواحد فى المناسبات الدينية من شأنه أن يقوى روح المودة والتآلف والترابط، واشاعة مشاعر التآخى والتلاحم والوحدة الوطنية فى مواجهة البلاء والمخاطر والإرهاب الذى يواجهه الجميع دون تفرقة بين مسلم ومسيحى.
أعياد المسلمين والمسيحيين هى أعياد كل المصريين. دامت المحبة، ودامت مصر وطنا للجميع، ودامت المواطنة.