كلام فى الهوا
زمان ليس ببعيد جاء عمنا صلاح جاهين ليقول لنا «اتكلموا.. اتكلموا.. اتكلموا.. محلا الكلام، ما ألزمه وما أعظمه. فى البدء كانت كلمة الرب الإله، خلقت حياة، والخلق منها اتعلموا.. فاتكلموا الكلمة إيد، الكلمة رجل، الكلمة باب» ليرد عليه آخرون ويقولوا له بشرط منع سماسرة الكلام عن المتاجرة فيه. وقالوا ولا يسألنى من القائل لأننى أحفظها منذ زمن «والحروف يا جماعة شىء بضاعة لأجل ما يتاجروا السماسرة فى المجاعة، ده الحروف لو تلف الكون تكون غلة فى جرن المجاعة»، من الواضح أن تلك الكلمات كانت تنبيهاً لما سوف يكون عليه حال الكلام السائد الآن من إسفاف وهلس، منذ زمن «كامننا» إلى زمنا هذا والكلام فى النازل ليقولوا لنا «عمال بيقول أشعار شكله اشتغل صرصار وبطاقتى ضايعة مش لاقيها وكل ما أحب أخذ خازوق» هو فى خازوق أكبر من تلك الكلمات!، والعجيب أن لها سوقا وهناك من يروج لها ويُتاجر فيها. وتلك الكلمات التى تجىء على لسان هؤلاء أصحاب المهرجانات كلام أخطر من المخدرات، ومنها هذا النوع الذى جاء فى كلامهم «الصراصير» ليحول الشباب إلى كائنات غريبة يقولون ما لا يفهمونه ولا يرغبون فى الفهم، متلطعين ومتنطعين على النواصى والقهاوى و«يرازى» فى خلق الله دون سبب، مع الوقت لن يستطيع أحد إيقافهم.
لم نقصد أحداً!