عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

 

كثيرون نعتبرهم قدوة نتعلم منهم ونسعى أن نكون مثلهم فى مجالهم، لكن من بين هؤلاء قليلين جدا تحولوا من قدوة إلى ملهمين فى صناعة النجاح وتطوير الذات ومنح الطاقة الايجابية، الملهمون عملة نادرة لكنهم على قلتهم قادرون على تغيير حياة الآلاف بل الملايين من البشر إلى الأفضل أو تصحيح مسارهم، ومجرد متابعتهم يمنح الأمل، ومحمد صلاح يدخل ضمن قائمة الملهمين، لأنه قادر على صناعة البهجة وإطلاق الإبداع لدى كل الشباب، مسيرته وكفاحه وجهده لتطوير نفسه رسالة لكل طامح فى النجاح، وقدرته على هزيمة الصعاب وفرض اسمه ضمن الأفضل عالميًا تجسيد حى لمعنى التحدى الذى يجب ان يتحلى به كل راغب فى التفوق، كم مرة تعرض صلاح لحملات تشويه قاسية لكنه خرج منها منتصرًا ولهذا ليس غريبًا أن نجد شبابًا من كل دول العالم يرون فى صلاح نموذجًا لهم يسيرون على طريقه، مثلما ليس غريبًا أن نجد اغلب المصريين بل والعرب يضبطون ساعاتهم على مواعيد مباريات محمد صلاح لأنه بالنسبة لهم ليس مجرد لاعب موهوب يستمتعون به وإنما صانع للأمل الذى يفتح أمامهم أبواب الحلم ويؤكد لهم أن النجاح ليس صدفة وإنما نتيجة جهد وعرق وكفاح.

الفارق بين صلاح وكثيرين غيره من نجوم العالم الذين ربما يكونون أكثر مهارة هو أن صلاح لا يقف فقط عند التألق وإنما يقدم صورة للاعب الخلوق وصاحب المبادئ، المتواضع فى تعامله، الإنسانى فى مساندة الكثيرين، والأهم أنه لا يقبل الهزيمة، فكثيرًا ما تعرض لمحن صعبة لكنه لم يستسلم ولم ينهار بل تخطاها بالإصرار وحولها إلى منح نجاح جديدة، ولهذا نجد حملته لمكافحة الإدمان تحقق نتائج غير مسبوقة وتصبح سببًا فى اقلاع الآلاف من المدمنين عن هذا الوباء لأن صلاح بالنسبة لهم ملهم قادر على أن يحفز بداخلهم دوافع النجاح والعودة إلى الحياة من جديد، هذا هو السر الذى وهبه الله للنجم المصرى، ولذا أعتقد أن أفضل وصف يطلق عليه هو «الفرعون» حتى وإن اختلفنا فى كون هذا المسمى فيه خطأ لأن المصريين القدماء ليسوا فراعنة، لكن يبقى هذا المسمى عند الغرب والمغرمين بالحضارة المصرية اسم يعبر عن تلك الحضارة بعظمتها والهامها الذى أبهر العالم كله على مدى آلاف السنين، وعندما يطلق الإنجليز على صلاح لقب الملك والفرعون فهم يرونه امتدادًا حقيقيًا لتلك الحضارة بالهامها وعظمتها وابداعها الساحر،

لكن تبقى القضية عندنا فى مصر.. هل نجحنا فى أن نستثمر هذا الملهم كما يجب، هل استطعنا نخرج به من اطار المستطيل الأخضر إلى ساحة أوسع، بالطبع هو ليس سلعة نتاجر بها ولكنه صورة مصرية راقية ونموذج يجسد العظمة المصرية وكما استثمرناه فى مواجهة خطر يهدد شباب مصر كله وهو الإدمان، يمكن أيضًا أن نستثمره فى مساحات أكبر، وإن صح ما تردد عن قيام وزارة التربية والتعليم بضم قصة محمد صلاح إلى بعض المناهج كنموذج نجاح مصرى فهذا جيد، لكن أيضًا يمكن أن نستثمره فى دعم صورة مصر وترويجها سياحيًا، ولا أظن أن صلاح يرفض هذا لأنه محب لبلده وراغب فى أن يقدم لها الكثير، المهم كيف يكون ذلك.

تبقى رسالة أخيرة، صلاح مصرى أصيل عاشق لبلده ولهذا تعرض وما زال لحملات تستهدف قتله معنويًا واتهامه بأنه لا يقدم لمصر ما تستحقه منه مثلما يفعل مع ليفربول، وهو اتهام باطل نعلم جميعا من يقف وراءه وعلينا ألا ننجرف خلف هؤلاء المحبطين المتربصين بكل نموذج مصرى ناجح، وأخشى أن تصدق مقولة العالم الراحل أحمد زويل أن الغرب يقف وراء الفاشل حتى ينجح ونحن نقف أمام الناجح حتى يفشل.