رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مصر كانت وستظل هى المدافع الأول عن الشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولته المستقلة. فمصر هى صاحبة القضية، الحاضرة فى كل الأزمات، وأول من تصدى لهجرة اليهود للأراضى الفلسطينية فى 1946 عندما اجتمعت 7 دول عربية فى قمة انشاص التى عقدت بدعوة من الملك فاروق الأول.
كانت القضية الفلسطينية على مدار تاريخها هى القضية المركزية للدولة المصرية، وكان ارتباط مصر وشعبها بالقضية الفلسطينية تفرضه اعتبارات الأمن القومى المصرى وروابط الجغرافيا والتاريخ، والدم والقومية العربية، لذلك كان الموقف المصرى من دعم القضية الفلسطينية لا يتغير ولا يخضع لأى ظروف أو أزمات عالمية أو إقليمية، ولم تكن أيضا ورقة سياسية تستخدمها مصر لتحقيق مصالحها.
كان الموقف المصرى الرافض للوجود الإسرائيلى فى فلسطين سببا فى جعل مصر هدفا للكيان المحتل، بعد قرار المملكة المصرية آنذاك خوض حرب مسلحة ضد الميليشيات الصهيونية المسلحة فى فلسطين عام 1948، ما دفع إسرائيل للانضمام إلى فرنسا وبريطانيا فى العدوان الثلاثى على مصر فى 1956، ورغم انتصار مصر على العدوان الثلاثى، إلا أنه ظلت لدى إسرائيل رغبة قوية فى إعادة شن الهجمات على مصر، ومحاولة احتلال سيناء، وعندما أعلن الرئيس جمال عبدالناصر فى ذلك الوقت، إغلاق مضيق تيران فى وجه الملاحة البحرية الإسرائيلية، وجدت فى ذلك ذريعة لشن هجومها على مصر فى 1967 وهى الحرب التى انتهت بسيطرة إسرائيل على سيناء وقطاع غزة والجولان، بالاضافة إلى فقدان مصر ما يقرب من 15 ألف مقاتل، وفقدان 80٪ من العتاد العسكري للدولة المصرية.
لكن واصلت مصر بناء جيشها، وخاضت حرب الاستنزاف حتى تمكنت من تحقيق النصر فى السادس من أكتوبر 1973، وحطمت غرور الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، وانتهت حرب أكتوبر باتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وكان ضمن المطالب المصرية عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967، وبناء على طلب مصر، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3357 فى أكتوبر 1975، بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك فى جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط.
ولم يتغير الموقف المصرى من القضية الفلسطينية مع رحيل الزعيم أنور السادات،  فخلال حكم مبارك كانت مصر صاحبة الدور الأهم للحفاظ على استقرار هذه المنطقة، وفى عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام حين تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقا لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الإسرائيلى.
وبعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى السلطة فى مصر، ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر، حيث بذلت جهودا كبيرة من أجل وقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الفلسطينيين الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها.
فضلا عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى، كما تبنت مصر رؤية خاصة بضرورة التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية بما يدعم أمن واستقرار المنطقة من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما عملت مصر خلال السنوات الماضية على بناء أسس الثقة بين الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة والضفة الغربية وتوحيد الرؤى الفلسطينية باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى حل جذرى للقضية الفلسطينية.
كما نجحت مصر فى وقف محاولات افراغ القضية الفلسطينية من مضمونها، ووقفت حائط صد أمام محاولات تهجير الفلسطينيين.