رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

 

لعقود طويلة ظل الفن والإعلام المصرى صورة للرقى وقوة ناعمة تحمل رسالة يصل تأثيرها من المحيط إلى الخليج، الفنان والإعلامى المصرى كان له تأثيره، وكلمته كان لها صداها، حتى الآن ما زال صوت أم كلثوم يصدح فى كل العواصم العربية والعندليب يسكن القلوب، وملك الترسو فريد شوقى نموذج للبطل والفتونة وسيدة الشاشة العربية هى فاتن حمامة وعادل امام هو زعيم الكوميديا العربى، ولو استكملنا القائمة فلن تكفينا سلسلة لا تنتهى من المقالات، لكن يكفى أن نتذكر عندما زار الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، المغرب، عام ٦٩ للمشاركة فى القمة العربية الخامسة، وكان عبدالناصر يسير وسط الناس بصحبة العاهل المغربى، الملك محمد الخامس، فى سيارة مكشوفة، فجأة ظهر مواطن مغربى شق صفوف المواطنين المتجمهرين فى محاولة للوصول إلى الزعيم جمال عبدالناصر، والكل اعتقدوا أنه يريد أن يحظى بمصافحة الزعيم لكن هذا المواطن البسيط فاجأهم بانه طلب من عبد الناصر امرا مختلفا تمامًا.. قال له.«بالله عليك يا سيادة الرئيس، عندما تعود إلى القاهرة لا تنس تسلم لى على إسماعيل يس»

هذا المواطن المغربى كان سببًا فى أن يستعين عبد الناصر بالفنان اسماعيل ياسين فى مجموعة أفلام عن الجيش لتحفيز الشباب على الانضمام للقوات المسلحة والشرطة وقتها، هذه هى مكانة الفنان المصرى المحفورة فى قلوب العرب، ويشعر بها كل مصرى يزور أحد العواصم العربية فيجد من يحدثه عن عشقه لفنانين ومطربين مصريين بل وحتى الآن ما زالت بعض القنوات المصرية لها شعبية فى العواصم العربية، ولا ننكر أننا لسنوات افتقدنا هذا التأثير الفنى رغم ما كنا نمتلكه من مواهب ومبدعين، لكن كان مستوى الأعمال الدرامية والسينمائية لا يساعد على إظهار قدرات الفنان المصرى وكاد البساط أن يسحب من تحت الفن المصرى، لولا ما حدث خلال السنوات الاخيرة وتدخل الدولة لتصحيح المسار والتأكيد على الدور المهم للفن ودعم إنتاج دراما تستعيد الريادة المصرية وتقدم فنًا راقيًا يحمل رسالة حقيقية جادة مثل الاختيار بأجزائه الثلاثة حتى الآن، وهجمة مرتدة والعائدون وغيرهم.

هذه الاعمال بلا شك اعادت البريق للدراما المصرية مثلما اعاد فيلم الممر الاحترام للسينما المصرية، لكن وبكل صراحة ما زالت الساحة الفنية والاعلامية مثلما تحتاج لمزيد من الأعمال فى هذا الاتجاه فانها تحتاج أيضًا ما يمكن وصف بتطهيرها من النماذج المسيئة، والنموذج الفج لذلك هو رامز جلال وبرنامجه الذى ينال سخطًا عامًا ومع ذلك يصر أن يقدمه وتصر إدارة القناة التى تنتجه على ان يواصل تقديم هذا السخف ومن خلاله يمارس رزالة اهانة الفنانين بدعوى اضحاك المشاهدين، وهذه هى الكارثة، أن الفنان المصرى الذى كان يرسم البسمة على وجوه الجميع بفنه الراقى أصبح الآن مضحكة للجميع بسبب برنامج سييء السمعة.

المؤكد أن هذا البرنامج يستحق أن يتم وقفه تمامًا وعدم إنتاج أى نسخة جديدة منه، ليس حرصًا على كرامة الفنانين والضيوف الذين يقبلون الظهور فيه مقابل عدة الاف من الدولارات، وإنما حرصًا على الذوق العام وصورة الفنان المصرى، فمثلما يلعب الاختيار دورًا متميزًا فى بناء الوعى يمارس المتعجرف رامز جلال دورًا مسيئًا ويهين الفن المصرى بشكل متعمد ولا يقبله احد، لابد من وقفة جادة مع هذا البرنامج الذى يخالف كل القواعد المهنية والاخلاقيات الاعلامية.

فالفن لا يعنى الاستخفاف والكوميديا لا تعنى ان تهين الاخر أو تتفوه عليه بكلمات تؤثر على مكانته وسمعته حتى وإن كانت شعبية البرنامج هى الأكثر والأجر هو الاعلى ولكن يظل تاريخ مصر الفنى هو الأعظم. والأولى بالحفاظ عليه من أمثال رامز جلال.