رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

كلما جاء شهر «طوبة» التى «تخلّى الطوبة معطوبة وتخلى العروسة كركوبة» كما كانوا يقولون ونحن صغار، كلما جاءت «طوبة» بدأ رمى الطوب على الأزهر، ولا أدرى ما سر «تزامن طوبة مع الهجوم، هل البرد الشديد يوقف عقولهم فيجعلها لا تبين الذهب من البهرج؟ هل يسعون للشهرة وإعلاء عدد مشاهدى ترنداتهم التى تثبت تردى أفهامهم، فظن هؤلاء أن ضرب الأزهر «موضة» العصر؛ اضرب يا «عمرو» حتى يخاف «زيد» وحكاية عمرو وزيد حكاية طويلة فى النحو العربى لا يعرفونها لأنهم لا يعرفون فى النحو شيئا ثم يأتون ليفسروا القرآن الكريم وهم يجهلون أحكام تلاوته فكيف يقفون على أسراره؟

يبدأ أحدهم بهجوم سرعان ما يتحول إلى هجومات تذكرنى بنباح كلب فى أول الشارع يتحول إلى نباحات كلاب الحارة وكأنهم على موعد مع بدء العواء.

ونسى هؤلاء دور الأزهر فى مقاومة المحتلين على مر العصور ونسى هؤلاء دوره الرائد فى تخرج ملايين العلماء فى سائر الأرض ينشرون الوسطية والمحبة والتسامح، ولن أنسى عندما دخلتُ أحد مساجد أذربيجان وهرول إلى إمام المسجد مًقبلا يدىّ أمام الناس لأنى مصرى من بلد الأزهر، لكن يبدو أننا لانعرف قيمة الأزهر إلا عندما نسافر خارج مصر فلا يُكرَم الأزهر فى بلده وهذا شيء محزن، وقد كان البرد هذا العام قارسًا، قارصًا، فقرص تفكير الرويبضة فقالوا: لماذا لا نهاجم شيخ الأزهر واضرب يا عمرو فعوى أحدهم وتَبعه كلاب الحارة فشقوا حناجرهم وبُحّت أصواتهم، ومن عجب أن أحدهم كان طبّالا فصار مذيعًا تنتفخ أوداجه وكلابيظه وتحمرّ أنوفه وهو يعوي: «اتْنَحَّ يا شيخ» ويصرخ وكأنه يلِد فتجحظ عيونه وتنتفخ آذانه وتطول وينفعل وكأنه فى طريقه لجلطة «وفاصل ونُواصل» والإمام الأكبر بشر يؤخذ منه ويُرَد، لكن مَن الذى يناقشه؟ أهل التخصص وليس الجهلاء، فالشيخ يعرض رأيه كغيره على هيئة كبار العلماء وبعد مناقشات طويلة يخلصون إلى رأى وَسَطِى يتفق مع القرآن الكريم والسُّنّة مراعين العُرف وتطور الزمان فيما لا يمس ثوابت العقيدة، وقد زهد الشيخ فى المرتبات والمكافآت فهو زاهد عابد وكلما ازدادوا عليه هجومًا ازداد محبة فى قلوب الخَلْق فى مصر وخارجها، وأما هؤلاء الذين يهاجمونه فأشرحُ لهم بيت شعر للأعشى وهو شاهد نحوى:

«كناطِحٍ صخرةً يومًا ليُوهنَها

فلم يَضِرْها وأوْهَى قَرنَه الوَعِلُ»

فالوعل هو التيس الجبلى الذى ظن أنه بقرنيْه سيفتت صخرةً فيضربها عدة مرات بقرونه التى تتكسر بينما تظل الصخرة صلبة قوية، وربنا يعدى «طوبة» على خير، والطيب أحسن.

< مختتم="">

قال أبوالعلاء المعري

تثاءبَ عمرو إذْ تثاءبَ خالدٌ

بعدوى فما أعْدَتْنِى الثّوْباءُ

[email protected]