رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى حديث قديم نُسب إلى رئيس الوزراء البريطانى الأسبق « تونى بلير « قوله : « فى معظم الأديان بُعدان متنافسان : البعد الأول إقصائى، بمعنى إيمانى فى مواجهة إيمانك، و هنا علّة التطرف، وبعد آخر تضمينى، ويتجلى فى مدّ اليد إلى الآخرين والانفتاح عليهم، وبدلاً من أن يكون الإيمان مصدرًا للانقسام و النزاع، ثمة جانب آخر غالبًا ما لا يجيد عالم الدين إبرازه، وهو جانب التعاطف والتكافل والعدالة الاجتماعية..

و أرى أن عمق وجدارة وسمو التوجه الفكرى ــ دون صياغات تقعيرية ـــ لا يتعارض مع سهولة التلقى والتماهى معها، لو تعمدنا تبسيط مبادئ العقلانية وأفكار دعم حالة التواد والمحبة والترفق، وقبول الاختلاف والتعدد والإيمان بالإنسان وحرياته...، إنها مهمة فكرية تستحق أن يُبذل من أجلها الكثير من الجهد وحشد كل الإمكانيات المادية والبشرية..

ولا شك، أن العقل النقلى النمطى تحت مظلة وحماية إرث هائل من التهويمات الخادعة بترويج روحانيات آسرة لعقول ووجدان البسطاء منا باتت تفصلنا وتبعدنا عن الانحياز لمنهج التفكير البحثى الصادق فى أسانيده ومراجعه الفكرية لنصرة ورفع كفة التفكير الارتجالى الجاهل، مما يدفع فى اتجاه قبول الذهاب إلى أوراق وتفهمات أهل عصور سحيقة عاشوا محددات وظروف دنيا مختلفة تمامًا عن دنيا الناس وأحوالهم الآن، بل وتقديس وتعظيم الماضى ورموزه وإنتاجهم الفكرى والإنسانى ورفع مكانته رغم أنه يمثل فى النهاية منتج بشرى قابل للمراجعة والجدال !

تعالوا نهجر عالم القوالب التقليدية لإنتاج خطط إصلاح ما فسد بعقد المنتديات وورش العمل والملتقيات والصالونات الثقافية فى الغرف المحدودة المساحة المكانية والضيقة الأفق الفكرى إلى ساحات الممارسة والتجريب والتفاعل الإنسانى.. فليكن حضورنا فى مواقع وضع المناهج المدرسية.. تعالوا معًا صوب استوديوهات الإنتاج السينمائى والدرامى.. وفى مواقع الدرس والوعظ والإرشاد الدينى.. وغيرها من مواقع التفاعلات النفسية والتربوية والفكرية، ضمن إطار عام للعمل المشترك لدعم خطاب متفق على أهدافه وآليات تحقيقة، فلا نجد ما يتم من إصلاحات فى قطاع ما يفسدها توجهات و آليات العمل فى قطاع آخر..

من يتابع حالة الصراع و النزال بين أهل التشدد والتطرف مع أهل الفكر الإصلاحى والحداثى والتنويرى، يرى أهمية التأكيد على الدفع الفعلى بمقومات وآليات صياغة العقل العام للجماهير، وما يمكن به تشكيل حالة تنويرية شاملة للمجتمع، و ذلك لإحداث معالجات موضوعية وعلمية للتعامل مع أصحاب الاستخدامات السلبية الاحتكارية لفهم الأديان وتعاليمها إلى حد لى عنق الآيات وتطويعها لبناء سلطان وهمى لهم يمنحهم الحق المطلق العبثى فى البطش بحال السلام الإنسانى الذاتى للناس، و مناخ الحب والتواد والتواصل فيما بينهم..

تعالوا إلى الاتفاق على عقد اجتماعى جديد يضمن حالة صلح جادة بين أهل الإصلاح والتنوير وكل القائمين على أمر مؤسسات التنشئة والتربية والتعليم والثقافة والمؤسسات الدينية والخيرية والاجتماعية بعزم ونية لإدارة التغيير بحماس وحيادية من أجل حالة اندماج وطنية..

[email protected]