رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

الدبلوماسية الرشيدة التى تتبعها مصر أجبرت إسرائيل مرة أخرى على الدخول فى مفاوضات وقف الحرب التى تشنها حكومة الاحتلال الصهيونى على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر الماضى حتى الآن، والحقيقة أن الموقف المصرى اتسم بالهدوء وضبط النفس خلال الفترة الماضية بشكل أكثر من رائع، رغم كل التحركات والتحرشات البشعة الى تقوم بها تل أبيب، ورغم التطاول ونشر الأكاذيب والتضليل الإعلامى الكبير الذى تقوم به وسائل الإعلام الصهيونية وآخرها شبكة C.N.N، التى أطلقت كماً من الشائعات فى إطار الحملة الممنهجة التى تقوم بها إسرائيل وأمريكا، احتجاجاً على الدور المصرى الرشيد الذى يواجه التحديات الكبيرة وعلى رأسها منع تصفية القضية الفلسطينية ووقف التصدى بكل حزم وحسم لعمليات التهجير القسرى للفلسطينيين، إضافة إلى الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى، ووقف دخول المنطقة فى فوضى عارمة كما تريد الصهيونية الأمريكية.
لقد نجحت مصر بموقفها الرشيد والثابت فى أن تكشف المخططات الصهيونية - الأمريكية، وتمت تعرية الموقف الدولى المتخاذل الذى كشف عن وجهه القبيح أمام الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، إضافة إلى ضرب الشرعية الدولية والمواثيق والأعراف.. أليس كل ذلك كفيلًا بأن تجزم بانهيار كل المبادئ والمواثيق الدولية؟!.. وفى ظل هذا الجو المعكر بغياب الشرعية الإنسانية، جاء دور مصر العظيم وحكمة قيادتها السياسية ووعى شعبها العظيم، ودبلوماسية رشيدة، فتصدت القاهرة لكل هذه المواقف المخذلة، وكانت النتيجة أن يتطاول إعلام الصهيونية على القاهرة لأن الموقف المصرى ليس على هواها، ولذلك فإن الرؤية المصرية القائمة على تفعيل الشرعية الدولية، والاتفاق على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، هى الأساس ولا حل سواها وهو موقف ثابت لا يتغير أو يتبدل، وقطعت مصر فى هذا الشأن الكثير والكثير من المفاوضات سواء مع الجانب الإسرائيلى أو الفلسطينى قبل وبعد الحرب الإسرائيلية الدائرة حالياً.
المزاعم والأكاذيب التى ينشرها إعلام الصهيونية لا تلتفت إليه القاهرة ولا يؤثر فيها قيد أنملة، وستظل على موقفها الثابت رغم كل التحرشات التى تقوم بها إسرائيل أو أمريكا أو بعض دول المجتمع الدولى المتضامن مع الصهيونية، ورغم أن هذه المزاعم التى تم إطلاقها مؤخرا ضد مصر، فإنها بمثابة «بمبة» عادت إلى من يطلقونها، وباتت إسرائيل أمام موقفين لا ثالث لهما، وها رأى عام داخل الشعب الإسرائيلى ضد حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، وهو ما تمثل فى المظاهرات العارمة التى تحاصر منزل رئيس الوزراء، والثاني رأى عام لدى شعوب العالم بأن إسرائيل عصابة مجرمة ارتكبت الكثير من الجرائم فى حق شعب أعزل، فقتلت وذبحت ومنعت الغذاء والدواء عن الناجين من هذا الشعب، ولذلك لم يعد أمام إسرائيل إلا أن تستجيب لمفاوضات وقف الحرب؛ ولا أكون مبالغاً فى القول بأن الدبلوماسية المصرية قد أجبرت حكومة الاحتلال على ذلك.
ستظل مصر على موقفها الثابت ولن يتغير وهو المتمثل فى حل الدولتين والجلوس على طاولة المفاوضات لإنقاذ المنطقة من المصير المشئوم، وهذا ما يجب أن تعيه الولايات المتحدة لأن مصالحها هى الأخرى ينالها التأثير بشكل واضح وظاهر.. استجيبوا للرؤية المصرية لأن فيها الفلاح والسداد للجميع.