رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تأسست الحركة الصهيونية فى أواخر القرن التاسع عشر وسط تزايد العداء للسامية فى أوروبا، والصهيونية فكر أيديولوجى سياسى يدعو إلى إنشاء وطن قوى لمجموعة دينية اجتماعية هى الشعب اليهودى ويعتبر النمساوى «تيودور هرتزل» مؤسس أو «أبا» الصهيونية السياسية.
وقد أطلقت بعض الحكومات العربية على إسرائيل مصطلح الكيان الصهيونى وتحمل هذه التسمية فى طياتها خطابا برفض وجود «دولة يهودية» فى منطقة الشرق الأوسط وليس للوجود اليهودى.
كان هدف الصهيونية الأساسى الاستيلاء على أكبر مساحة من أرض فلسطين التاريخية بأقل عدد ممكن من أهلها الفلسطينيين، وشجعت الحركة الصهيونية بشكل كبير هجرة يهود أوروبا الجماعية إلى أرض فلسطين خلال النصف الأول من القرن العشرين.
وكان الهدف الأيديولوجى الصهيونى هو إحياء الحضارة اليهودية بإعادة بعث الروح اليهودية فى المجتمع الإسرائيلى، وتقوية التقاليد اليهودية بين الشباب، وإثراء فكرة الصهيونية كمبدأ أساسى عنصرى، وإعادة بناء الهيكل فكان المسجد الأقصى باعتباره الهدف الأسمى ليهود العالم، والقادر على توحيدهم والتفافهم حول إسرائيل.
وقامت الحركة الصهيونية على فكرة أن شتات اليهود عبر العالم تنزع عنهم صفة الأمة وحرمهم من إقامة كيان أو كيانات سياسية تضمن لهم التميز من الناحية الاجتماعية وتبعد عنهم خطر الذوبان داخل المجتمعات الأوروبية التى كانوا يعيشون داخلها أقليات تعانى التهميش والاحتقار وتبقى على هامش الحياة السياسية والاقتصادية، وقامت الحركة وفقا لما ورد فى كتاب مؤسسها «هرتزل» على ثلاثة مبادئ هى: توحيد القبائل اليهودية فى شعب واحد، وعدم السماح باستيعاب اليهود فى أى شعب آخر وإيجاد وطن يقيم فيه كل اليهود.
يرى أنصار الصهيونية أنها حركة لإعادة شعب مضطهد مقيم كأقليات فى مجموعة متنوعة من الدول إلى وطن أجداده، وقد ساهمت محرقة الهولوكوست فى إقناع اليهود بأفكار الحركة الصهيونية كثيرا بدعوى المظلومية ومثلت دافعا كبيرا للهجرة والقتال لإقامة دولتهم اليهودية فى فلسطين.
هناك فرق كبير بين اليهودية والصهيونية، فاليهودية هى دين وهوية ثقافية تسبق الصهيونية فى حين أن الصهيونية هى حركة سياسية تهدف لإنشاء وطن لليهود، تختلف دوافع رفض الصهيونية بين رفض مشروعها الدولى فى فلسطين بصفته مشروعا استعماريا ورفضها فى قطاعات يهودية علميانة فضلت الاندماج فى المجتمعات التى تعيش فيها، ورفضت ربط الهوية اليهودية ببعد قومى أو دولى، وترى المعتقدات الدينية اليهودية أن العودة إلى أرض الميعاد مرتبطة بقدوم المسيح.
ساعد البريطانيون عددا من اليهود على شراء الأراضى فى فلسطين وبناء مستعمرات يهودية عليها من أجل قطع خط التواصل بين آسيا وأفريقيا ومنع أى تحركات مستقبلا ولضمان سير مصالح بريطانيا الاقتصادية بسلاسة إلى الهند، ويعد سبب تمسك اليهود بفلسطين راجعا لاعتقادهم أنها أرض الميعاد التى سيعود إليها اليهود، ويجتمعون فيها، كذلك حرصوا على فلسطين لموقعها الجغرافى الاستراتيجى الذى يحقق لهم المزيد من المنافع والفوائد التى تحقق لهم مبالغ ضخمة.
وتتلخص أهداف الصهيونية فى إثارة الحماس الدينى لدى أفراد اليهود فى جميع أنحاء العالم لعودتهم إلى أرض الميعاد المزعومة، هدم الأديان لإعلاء اليهودية التلمودية، إثارة الروح القتالية والعصبية الدينية والقومية لدى اليهود للتصدى للأديان والأمم والشعوب الأخرى، تزييف التاريخ للادعاء بوعد فلسطين، تدمير الإنسان عن طريق نظريات «فرويد» فى الأخلاق، و«ماركس» فى المال و«دوركام» فى الاجتماع و«سارتر» فى أدب الانحلال والضياع، بالإضافة إلى فرض المادية على الفكر البشرى، محاولة تهويد فلسطين، وذلك بتشجيع الهجرة من سائر أخطار العالم إلى فلسطين، تدويل الكيان الإسرائيليى عالميا وذلك بانتزاع اعتراف أكثر دول العالم بوجود دولة إسرائيل فى فلسطين.