رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

رغم أن عبارات التوجيه والإرشاد والنصح بأشكالها المتكررة والمحفوظة لم تعد تجد الاستجابة لدى مواطنينا حتى الشباب منهم بل والأطفال فإن خبراء التربية وعلماء الاجتماع وأساتذة علم النفس لازالوا يؤكدون أن دور التربية بأوجهها وإطاراتها التقليدية تمثل الخطوة الأولى فى مجال إيجاد حالة التواصل المرجوة بين الناس ومجتمعاتهم ودعم القيم المجتمعية المثالية وأيضاً فى دعم تنامى أشكال التلاقى بين الأجيال .. ثم والأهم من وجهة   نظرهم ــ وفى مرحلة تالية ـــ وبنظم تربوية أكثر معاصرة  دورها فى تعبيد وإتاحة سبل هامة وضرورية لإيجاد مناخ عام حافز يدفع الناس إلى الاقتحام الهجومى لزلزلة حال السلوكيات والعادات والتقاليد السلبية عندما يُصاب بنيان المجتمع بالسكتة الدماغية والفكرية لإحداث التغيير ..

والبشر كأحياء خلقها المولى تتحرك وتنمو وتسعى وتعمل وتكد وتتقلد المواقع والمناصب وتتبادلها وتسلمها عبر الأجيال .. وهذه كلها أفعال وأنشطة متغيرة تتبدل حالها من آن إلى آن ومن مكان إلى آخر ومن واقع إنسانى وحضارى إلى واقع مغاير ، ومن بيئة نوعية إلى أخرى لا تشبهها .. وهكذا فالتغيير سمة حياتية فطرية لا تغادرنا مادمنا أحياء .. وهو أيضاً ضرورة حتمية للأفراد والمجتمعات فرضتها ظروف تغير وتبدل الأزمنة والأوقات والأحوال نظراً لتنامى احتياجات الناس وأعدادهم وطموحاتهم المتنوعة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وتفاعلهم مع حضارات وثقافات شعوب الدنيا بعد أن صار العالم قرية كونية صغيرة.. إلا أن تعاطينا وتعاملنا مع قضايا المجتمع الآنية لا يمكن أن تكون بنفس السبل وآليات إيقاع تنفيذها كما كان فى زمن الأجداد أو حتى الآباء.. وهنا تكمن أولى إشكاليات التغيير فنحن فى أحيان كثيرة وعند تعاملنا مع القضايا الجوهرية التى تحتاج إلى إحداث تغيير نتبع نفس الخطوات التقليدية والكلاسيكية النمطية غير مدركين لقوانين ومعطيات العصر ومنجزاته التى قد تتيح لنا حلولاً عبقرية تعبر بنا رتابة وبلادة أزمنة الأمية والتخلف .. بل وفى أحيان كثيرة ـ وللأسف ـ يبدو أننا نستحدث ونضيف خطوات أشد تعقيداً قد تعود لمتخذ قرار ارتعشت يداه أو آخر يرى الأمر من وجهة نظر الموظف التقليدى ممثل السلطة، فيجد فى السلطوية جاهاً ومكانة ونفوذاً فيطيب له البطش والقهر .. أو ثالث نال مكانة وموقعاً قيادياً بقدرات هائلة من التسلق والانتهازية فصارت قراراته وأفعاله وإنجازاته لصالحه فقط ولمن أولوه الثقة وأهدوه الكرسي..

وتبدو هذه الإشكالية فى ظاهرها أنها تقتصر على البعد الإدارى .. ولكن واقع الحال يشير إلى أبعاد أخرى حاكمة ساهمت فى تشكيل ملامح الشخصية المصرية كالظروف التاريخية والتأثيرات الفولكلورية والتراثية بل وكل الأحوال البيئية والمناخية التى أحاطت به عبر المراحل التاريخية المختلفة، ومن خلال الأطياف الفكرية والثقافية والتراثية التى تعامل معها ..

وإذا كانت عمليات التغيير تبدأ من خلال طرح الأفكار التى ينشأ من تفاعلها وعرضها على الرأى العام إحداث التحول فى الماديات ، فإن  دور الإعلام ووسائله المتعددة ومسئوليته فى تقديم تلك الأفكار وترويجها وتفعيلها يبرز بشدة .. والإعلام فى بلادى  وبحق ـ يحتاج إلى وقفة وإعادة صياغة وإلى قيادة نخبة من المستنيرين لإحداث  تحول شامل لكل عناصر العمل الإعلامى ونحن على عتبات جمهورية جديدة رائعة بإذن الله .

[email protected]