رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

قامت شركة طيران إيزى جت Easy Jet بتعليق عمل طيار بسبب القلق على صحتة العقلية بسبب رسائل على  التواصل الاجتماعى والتى أثارت تساؤلات على مدى صحته العقلية آثار ذلك الموقف رد فعل الشركة نقاشًا شديد الحساسية بشأن الصحة العقلية وقضاياها التى يواجهها الطيارون، وقد صرحت الشركة بأنه تم إيقاف الطيار بعد أن أحست أن الطيار يعيش فى خيبة أمل فى حياته، وذلك بعد أن تبين أنه اعترف بتفكيره بإيذاء الذات فى الدردشة بالتواصل الاجتماعى، وحاليًا تقوم الشركة بالتحقيق فى هذه الحالة وليس الاستغناء عنه، بل تقوم الشركة بتقديم كل الدعم، وقد أوضحت الشركة أن سلامة ورفاهية الراكب والأطقم فى الأولوية الأولى وسوف يقدم له كل الدعم من خلال برنامج مساعدة العاملين، كما أن الشركة تخطو خطوات للتأكد دائمًا من مدى لياقة الأطقم قبل الطيران وهنا يجب أن نتذكر الحادث الذى أدى على تسليط الضوء على الصحة العقلية للطيارين وهو الانهيار المتعمد، كما أعلنه المحققون الفرنسيون للرحلة رقم 9225 التابعة لشركة طيران جيرمن ونجز Germanwings من قبل مساعد الطيار فى مارس 2015 والذى أحدث صدمة فى عالم الطيران، مما دفع الجميع فى هذه الصناعة إلى تذكر أن الظروف الطبية والنفسية لأطقم الطيران إن لم يتم اكتشافها يمكن أن تودى إلى نتائج قاتلة.

فى 24 مارس 2015 أغلق مساعد الطيار اندرياس لوبيتز على قائد الرحلة خارج قمرة القيادة وأصبح بمفرده وكانت الرحلة من برشلونة إلى دوسولدرف بألمانيا، ثم قام مساعد الطيار اندرياس بوضع الطائرة عن عمد فى مسار تصادم مع سفح الجبل مما أسفر عن مقتل 150 راكبًا بمن فيهم هو نفسه.

وخلال التحقيق ثبت أن الطيار المساعد لوبيز عانى طويلًا من الاكتئاب، وقد سعى للحصول على مساعدة مهنية ولكنه  أخفى ذلك على المسئولين بالشركة، لأنه من المعروف دوليًا أنه سيفقد رخصته كطيار فى حالة ظهور علاجه.

وقد أغلق المحققون الألمان التحقيق فى هذا الحادث الأليم الذى راح ضحيته 150 راكبًا فوق جبال الألب الفرنسية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات نتيجة الاكتئاب النفسى وليس قلة خبرة أو أى عوامل أخرى من مسببات الحوادث.

وأسفرت المأساة عن قواعد جديدة فى المملكة المتحدة وألمانيا وأستراليا ونيوزلندا وغيرها، مما يتطلب وجود عضوين من طاقم الرحلة فى قمرة القيادة فى جميع الأوقات خوفًا من تهور أحدهما نتيجة اضطراب نفسى غير معلن عنه،  وقد أعادت النظر كثير من الدول فى القواعد، وعلى سبيل المثال وجدت الهيئة الاسترالية لسلامة الطيران أن هناك مخاطر تبعية غير مقصودة يجب تداركها.

وفى الوقت نفسة أعلن الاتحاد الأوروبى عن الاختبار النفسى الإلزامى فى عام 2016، ولكن لم يتم نشر القواعد الجديدة إلا بعد عامين فى 25 يوليو 2018 نشرت مفوضية الاتحاد الأوروبى أخيًرا قواعد جديدة للسلامة والتى تتطلب متطلبات لشركات الطيران لإجراء تقييم نفسى للطيارين قبل بدء العمل واختبار الطيارين وطاقم القيادة بحثًا عن المشاكل النفسية وضمان وصول الطيارين إلى برنامج دعم من شأنه  مساعدة ودعم الطيارين فى التعرف والتعامل والتغلب على المشكلات التى قد تؤثر سلبًا على قدرتهم على ممارسة امتيازات ترخيصهم بأمان.

وفى ديسمبر 2016 أظهرت نتائج دراسة جامعة هارورد أن واحدًا من كل ثمانية من طيارى الخطوط الجوية التجارية يعانون من الاكتئاب، فى حين أن الطيارين الذى شملهم الاستطلاع بنسبة 4% يعانون من الأفكار الانتحارية، والدراسة كانت لمحة عن الصحة العقلية للطيارين الذين يخفون اضطرابتهم عن إداراتهم  خوفًا من فقدان وظائفهم.

همسة طائرة.. ياسادة صناعة الطيران صناعة معقدة يتكاتف فيها القطاعان الحكومى والقطاع الخاص، وهو ما يسمى النظام المتكامل، فلكل منهم دور لاغنى عنه، وسياسة التعلم من الأخطاء هى اللغة السائدة فى الطيران، ففى موضوعنا تحركت الجامعات المتخصصة لعمل الدراسات من خلال الاستطلاعات وكذا الشركات لضمان رحلات أمنة، ألا يستحق هذا الموضوع وضع برنامج بالاشتراك مع الجامعات المتخصصة من واقع ثقافتنا وليس الاعتماد وانتظار دراسات الآخرين؟ وأن يكون هناك دعم كامل فى بداية المشكلات النفسية مع الاحتفاظ بسرية هذا الدعم؟ كل ذلك سوف يعزز من السلامة ويمكن لهذا البرنامج أن يضم مهنًا أخرى فى صناعة الطيران نعم صناعة الطيران صناعة معقدة تحتاج إلى مجهود ووقت وبرامج وإستراتيجيات.