عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

علمونا فى كتب ومناهج التاريخ وعبر محاضرات أهل التنظير- وجميعها على حق- أن مصر كانت على موعد مع ابن لها طال انتظاره، خرج من رحمها فى 14 أغسطس 1874م، واحتضنته طفلاً رضع الوطنية، ليشب واهباً حياته للدفاع عنها والسعى لتحريرها وتباهى بمقولته الشهيرة «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصرياً» ونجح خلال عمره القصير الذى لم يتجاوز 34 عاماً أن يسطر مجدا خالداً حتى ودع دنيانا وهو فى ريعان الشباب وكانت آخر كلماته لمن جاءوا يودعونه فى مرضه واغرورقت أعينهم بالدموع «لا تبكوا إنى لم أعرف البكاء يوماً على نفسى وإذا بكيت اليوم فإنما أبكى مصر المسكينة»، إنه الزعيم الراحل مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية وفاضح الاحتلال البريطانى فى دنشواى.

ومع اعتراضى على وصف مصر بالمسكينة، فإننى مع من أشادوا بدور الزعيم ونضاله فى وقت عصيب ليؤكد أن مصر لم تستسلم بعد هزيمة التل الكبير وليثبت أن المصريين لا ينقصهم سوى استعادة روح المقاومة والكفاح، واعتمد على الخطابة وتنظيم المؤتمرات والصحافة لتعبئة الرأى العام ضد الاحتلال البريطانى والمطالبة بالجلاء..

ولكن لما لا نسمح- فى إطار العرض المتوازن وتوخى الصدق عند الحديث عن رموزنا- بعرض كل المواقف والأفعال والتوجهات لصاحب السيرة وبطل الحكاية؟!» كتب مصطفى كامل فى جريدته «اللواء» بتاريخ مصر فى يوم الخميس 3 رمضان المعظم سنة 1317- 4 يناير سنة 1900 تحت عنوان «سلامة الدولة العثمانية».. قال الزعيم: «إذا عرف الناس عموماً مقاصد أعداء دينهم ودولتهم فليس علينا بعد هذا إلا أن نقول كلمة واحدة وهى أن سماسرة السوء والفساد فى مصر يخدمون أغراض الإنجليز ويخدعون الناس بتفهيمهم أن فصل الخلافة من السلطنة يفيد الدولة، كما استفادت دول أوروبا من فصل السلطة الدينية من السلطة السياسية، ولكن الدين الإسلامى لا يصح فيه مطلقاً فصل السلطتين من بعضهما لأن الفصل بينهما يقتلهما معاً.

وإننا نعتقد أن أمراء الإسلام وكافة أبنائه عارفون حقيقة مقاصد الأعداء وعاملون لإعلاء شأن الدولة العثمانية التى هى تاج الإسلام وفخاره، والشرف كل الشرف للمصريين وأميرهم المعظم، حيث أثبتوا بالبراهين الساطعة أنهم أشد المسلمين تمسكاً بعرش صاحب الخلافة العظمى وأكثرهم رغبة فى خير الدولة وسموها ورفعتها».. ولا تعليق إلا ما يراه قارئ جريدتنا الغراء.

 

[email protected]