رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

بكل خفة ظل الرائع الراحل «صلاح جاهين» ورؤيته النقدية الموضوعية المتميزة بالإيجاز، فى مربعه اليومى الشهير، يقول الزوج لزوجته «اطفى التليفزيون ده بقى نملية»، وكأنه يود الإشارة إلى نمطية الإعلام المحدود الفائدة كالنملية التى كانت بمثابة مكون رئيسى للمطبخ المصرى كمكان لحفظ الأكل بعيدا عن الحشرات دون أن يضمن لها صلاحية البقاء كطعام لافتقادها إمكانيات الحفظ بالتبريد مثلاً، فهى تمثل الشكل التقليدى القديم الممل الغير قابل للتطور فى تقديم وظائف وخدمات جديدة، بعد أن باتت وجباتنا لا لون ولا طعم ولارائحة لها..

لقد استشعر «جاهين» مبكراً أهمية عناصر التجدد والتنوع، بل والأهم تقديم التليفزيون وجبات طازجة شهية مفيدة مؤثرة نافعة لبناء الجسد والعقل عبر دفع دماء الحياة تسرى فى النهاية فى جسد وطن يحلم فيه الناس بتحقيق التقدم والرفعة والازدهار والعيش فى سلام..

يخرج علينا أساتذة كليات الإعلام ليحدثونا عبر كل وسائط الميديا حول تراجع دور الإعلام فى دعم قيم التقدم، وتطوير وإصلاح الخطاب الثقافى والإعلامى والدينى، وكأنهم قد قاموا بأدوارهم الفكرية والأكاديمية والمجتمعية كاملة متجددة معاصرة، ولكن وفق مفهوم أن الإدارة الناجحة تُقاس بمدى تحقيق النتائج والأهداف، فالأمر يحتاج لمراجعة مستوى خريج تلك الكليات والمعاهد العلمية، ومدى تفاعل ذلك الخريج مع معطيات العصر ومنتجاته على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى..

بالرغم أن إنشاء أول كلية للإعلام فى السبعينيات من القرن الماضى، واعتبر أمر وجودها ضرورة داعمة لتطوير أقسام الصحافة ورسالتها الحرفية والوطنية بعد حرب أكتوبر 1973، ولعل خطة الإعلام الاستراتجية بقيادة الدكتور عبدالقادر حاتم قبل وأثناء تلك المعركة العظيمة برؤى ومفاهيم إعلامية قد شكلت فى تلك الفترة العنصر الفاعل والداعم لإدارة تلك الحرب، بداية من استثمار كل المعلومات المتاحة وإعادة تقديمها بشكل علمى ومدروس ووطنى فى رسالته للجبهة الداخلية لمحو آثار هزيمة يونية 1967 النفسية والمعنوية، وما لعبه الإعلام المصرى من دور سلبى اعتبره الناس شريكاً فى تضليل الرأى العام وتغييب للاعتراف بالفشل بما يمثل كارثة..

أما على مستوى العالم والمنطقة بشكل عام والعدو الإسرائيلى بشكل خاص، فقد كان نجاح خطة الخداع الاستراتيجى الإعلامية فى تضليل مؤسسات العدو وأجهزته المخابراتية ما يستحق أن يدرس فى مناهج كليات الإعلام، وأن يتبارى المتخصصون فى الحصول على دراسات عليا لتحليل ظاهرة وطنية رائعة فى صناعة النجاح الإعلامى..

ولا ينكر جاحد أيضاً ذلك الدور الإعلامى الوطنى الرائع على مدى العام الأغبر والأسوأ فى تاريخ البلاد والعباد عندما وصل إخوان الندامة والبشاعة إلى سدة الحكم، فمنذ اليوم الأول ومع أول ظهور كارثى لنظام حكم يناصب كل مؤسسات الدولة العداء.

أما ما حدث بعد ذلك من خيبة ووكسة للإعلام المصرى، وبدلاً من البناء على كل تلك النجاحات الشعبية والتجارب الإعلامية الوطنية السابقة، تابعنا مستنقع الرذالات على بعض شاشات التلفاز وفضائيات الغباوة.. إعلام لــ 25 يناير وآخر لــ 30 يونية.. إعلام لنصب محاكمات لمتهمين فى قضايا معروضة فى ساحات المحاكم.. إعلام لبعض من محامى الاستعراض الورنيشى الفشلة فى ساحات المحاكم فيقدمون فواتح لشهية إعلام الخيابة.. إعلام الحلال والحرام وفتاوى الجدل العقيم.. إعلام المذيع المنظر الفقيه والسياسى والزعيم والقبيح والغبى والجاهل المنفرد بفريسته المشاهد المسكين دون رحمة أو خوف من ديان عادل!!... وللموضوع بقية حول الدور السلبى لكليات إعلام «النملية»..

[email protected]