حصاد 2025| عام انتصارات السياسة الخارجية المصرية..القاهرة تُسكت ألسنة الكارهين
كان عام 2025 بحق عام انتصارات السياسة الخارجية المصرية على كافة الأصعدة، لتنجح القاهرة بهدوء وحكمة في إسكات ألسنة كل الكارهين.
تحركت الدولة المصرية في كل الملفات ذات الصِلة بمجالها الحيوي، وحققت التحركات المصرية نجاحاً مُبهراً شهد له القريب والبعيد.
شكك المُغرضون في قدرات مصر، لم ننشغل كثيراً بالرد على الترهات وجاء تحركنا ليُثبت للجميع مدى فعالية الدور المصري.

اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
إرادة أسقطت مُخطط ترامب للتهجير
كان التحدي الأول أمام السياسة المصرية في عام 2025 هو تحدي إسقاط مُخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي صدم العالم بفكرته بإفراغ غزة من سكانها وإرسالهم لمصر والأردن.
خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤكداً بنبرةٍ واضحةٍ أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم ظُلم لا يُمكن أن نُشارك فيه، وجرى تداول تصريحات الرئيس بشكلٍ واسع في وسائل الإعلام العربية والعالمية.
وقادت مصر في الأيام التالية لهذا الإعلان جهداً عربياً من أجل إجهاض مُخطط التهجير وإبداء الموقف الرافض بوضوح له.
وخرج الرئيس السيسي بتصريحاتٍ واضحة قال فيها إن مُخطط تهجير أهل غزة "خط أحمر" لن نقبل به ولن نسمح به، ليُشكل الموقف لمصري الصخرة التي تحطمت عليها آمال اليمين الإسرائيلي المدعوم من ترامب.
وأكد يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، في كتابه أن مُخطط تهجير أهالي غزة كان جاهزاً للتنفيذ، ولكن الرئيس السيسي بموقفه الصلب أحبط هذا المُخطط.

حشد الجهود الدولية لوقف نزيف غزة
تعاملت مصر مع أزمة غزة خلال 2025 بأقصى درجات الاهتمام، وحاولت خلال شهور الحرب وضع حدٍ لنزيف الدم في القطاع.
ونظمت مصر زيارات دولية رفيعة شارك فيها شخصيات بارزة مثل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لمعبر رفح من أجل إيصال الصورة كاملة بخصوص المعبر والطرف الإسرائيلي المُتسبب في منع وصول المساعدات.
وكانت الزيارة الأهم هي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تناقلت وسائل الإعلام صوره أثناء زيارة مصابي الحرب في مستشفيات سيناء للوقوف على آثار العدوان الغاشم عن قرب.
وتوجت القاهرة جهدها الدبلوماسي والسياسي باستضافة مؤتمر السلام في غزة على أرض شرم الشيخ بمُشاركة لفيف من زعماء العالم، ووضغ المؤتمر حداً للحرب في القطاع.
وتضغط مصر حالياً مع باقي الوسطاء لتنفيذ المراحل اللاحقة في اتفاق إنهاء الحرب وسط تعنت إسرائيلي.

رسالة الأمن والأمان..مصر أقوى من الشر
تعيش مصر في منطقة تشتعل بالحروب وعدم الأمان، ولكنها قوية شامخة بفضل يقظة رجالها، ما نقوله ليس كلام مُرسل ولكنه واقع تؤكده المُعطيات.
أوصلت مصر رسائل تؤكد استقرارها الأمني بأكثر من صورة.
كان من أبرزها مشهد زيارة الرئيس السيسي برفقته ضيفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمنطقة الحسين الشعبية وسط حضور مُكثف من المواطنين.
تحرك الزعيمان وسط الحشود بأمن وأمان دون أي خشية أمنية، لتؤكد مصر أنها بلد آمن مهما كانت الأزمات في المُحيط الذي تعيش فيه.

وفي سبتمبر الماضي حينما نفذت إسرائيل عملية اغتيال لقادة حماس في الدوحة أظهرت مصر قوة شوكتها من جديد.
وظهر ذلك في استضافة قادة حماس وعلى رأسهم خليل الحية الذي كان مُستهدفاً قبل أسابيع، وحرصت على أن تلتقط الكاميرات أول صورة له في الهواء الطلق وخلفه رجل من رجال الأمن المصريين تحت سماء مكشوفة يحميها الله.
استعرضت مصر بهذه اللقطة عضلاتها لتؤكد للصديق والعدو أنها قوية لا تنحني ولا تميل.

وفي نوفمبر الماضي افتتحت مصر متحفها الكبير في منطقة الجيزة، واقامت احتفالية كبرى بمُشاركة عدد كبير من زعماء العالم.
مرت الاحتفالية بانسيابية ورقي عكست مصر من خلالها كبريائها وقدرتها على التنظيم واستضافة زوارها بأمن وأمان.

قوة تردع الأعداء
تتحلى مصر بالحكمة الشديدة، ولكنها تعلم أن السلام يحتاج قوة تحميه، وتحرص الدولة المصرية على التحديث المُستمر لقدرات القوات المسلحة، وهو الأمر الذي أغضب الأعداء.
وعبّر داني دانون، سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، عن هذه الخشية، وخرج بتصريحات صحفية يُحذر من صلابة القوة العسكرية المصرية وتطورها المُستمر.
ورد أسامة عبد الخالق، مندوب مصر في الأمم المتحدة، على طرح دانون، وقال بنبرةٍ واضحة :"الدول القوية والمسئولة مثل مصر تلزمها جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن الأمن القومي، هذا هو ما يضمن السلام والاستقرار".
وأكد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، الرسالة المصرية القوية، إذ أكد أن أي مُحاولة للاقتراب من الحدود المصرية سيتسبب في ردٍ مصري "يُفاجيء العالم".

أصحاب الحق يُنصفون أم الدنيا
طال مصر انتقادات كبيرة من بعض المُهتمين بشئون الشرق الأوسط، وقيل كثيراً أن مصر لم تُسعف أهل غزة، ولكن أصحاب الحق أنفسهم أنصفوا أم الدنيا.
فعلى سبيل المثال قال محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية، إن الموقف المصري الحاسم في الأزمة الأخيرة، وعلى رأسه رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، حال دون تنفيذ مخططات إسرائيلية كانت تستهدف تهجير السكان.
وأشارالهباش إلى أن نحو 60% من المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة مصدرها مصر، سواء من الدولة أو من المجتمع المدني والمؤسسات مثل الأزهر.

وبعد الوصول لاتفاقٍ يُنهي الحرب، خرج عدد من أبناء الشعب الفلسطيني لتوجيه الشكر لمصر.
وكان من بين هؤلاء المُعلق الرياضي الشهير هشام معمر الذي قال :" من احتمى بمصر، فقد احتمى بالعروبةِ كلِّها، وبالضميرِ الأخير في زمنٍ غابت فيه الضمائر
هي سياجُ العروبةِ حين تتهاوى الأسوار، وصوتُ العقلِ حين تَصمّ المدافعُ الآذان، تُفاوضُ لتُنقذ، وتتحمّلُ لتَصون، وتبذلُ لتُبقي الأملَ قائماً رغم كيدِ المعتدي".

دعم للسودان ومُحاولة لاحتواء أزمة "سد النهضة"
وأظهرت مصر منذ اليوم الأول دعمها للجيش السوداني في إطار معركته مع ميلشيات الدعم السريع.
وشاركت مصر في جهود دولية من أجل وضع حدٍ للحرب التي تسببت في مقتل الكثير من أبناء الشعب السوداني.
وأكد السيسي دعم مصر الكامل للشعب السوداني ومساعي إنهاء الأزمة، ودعمت روية ترامب لإنهاء الصراع في السودان.
ورفضت القاهرة أي مُحاولة لتقسيم السودان واعتبرته خط أحمر لايُمكن المساس به، ورفضت إقامة حكومة موازية، ودعمت حق الدولة السودانية في فرض سيادتها على كامل التراب الوطني.

وبالانتقال إلى ملف سد النهضة، لاتزال مصر مُحتفظة بضبط النفس في أقصى درجاته، وترفض التصعيد رغم الاستفزاز الإثيوبي.
وأرسلت رمصر سالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي تُدين فيها الإجراءات الأحادية لإثيوبيا بشأن تشغيل السد وافتتاحه، واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي.
وفي اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، أصدرت الدول العربية بيانًا موحدًا يؤكد ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، ويرفض الإجراءات الأحادية التي تمس حقوق مصر والسودان في مياه النيل.
وأكد الرئيس السيسي على موقف مصر الرسمي، وقال بنبرة ودية إننا لا نُواجه أي إشكالية مع الأشقاء في أثيوبيا، وأن مطلب مصر الوحيد هو عدم المساس بحقوقها في مياه النيل، والتوصل إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن السد الإثيوبي.


