غزة تَشكر مصر..أم الدنيا تُضمد جِراح العِدوان الغَائرة

انتصرت مصر لغزة وأسكتت ألسنة لا تُجيد سوى خبيث الكلام، صمتت القاهرة كثيراً وهي تسمع بأذنيها عبارات التقليل الجائرة ولكنها كانت تعمل في الخفاء والعلن لتضميد جراح العِدوان الغائرة.
قادت مصر جهوداً دولية حثيثة لإيقاف الحرب منذ اليوم الأول، وسهّلت دخول المُساعدات، وتضافرت الجهود الرسمية مع الشعبية لتخفيف مُعاناة التجويع التي يُعاني من أهالي القطاع.
واستقبلت مصر وفوداً دولية وأطلعتهم على الصورة كاملة، بل نظمت زيارات مرموقة لمعبر رفح للتأكد من أن الإغلاق يأتي من الجانب الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وحرص الرئيس السيسي على اصطحاب رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون لزيارة معبر رفح والمستشفيات التي تستقبل المصابين الفلسطينيين للتعرف على آثار الحرب عن قرب.
وقاد الرئيس السيسي منذ الثانية الأولى جهوداً عربية مُخلصة لوقف مُخطط التهجير الذي حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسويقه بمُباركة اليمين الإسرائيلي.
وتوجت مصر جهدها النبيل باستضافة المُحادثات الحاسمة التي وضعت حداً للحرب، ووفرت حصناً آمناً لقادة حماس للتفاوض بقلوبٍ مُطمئنة تحت سماء مكشوفة يحميها الله بعد ايام قليلة من مُحاولة اغتيالهم الآثمة على بُعد آلاف الكيلومترات.
وكان طبيعياً أن يشكر أهالي غزة جارتهم وشقيقتهم الكبرى، ليكون حديثهم هو أبلغ رد على من تطاول يوماً على أم الدنيا وألصق بها ما لا يليق ولا تستحقه.
وخلال السطور التالية نسرد بعضاً من ردود الفعل الغزاوية الأصيلة الشاكرة للشقيقة الكبرى مصر بعد انتهاء الحرب أخيراً:
مصر تضع حداً لحربٍ جنونية في غَزة
بداية جولتنا ستكون من الصحفي أنس النجار الذي استعان بآية كريمة من القرآن الكريم للإشادة بأم الدنيا، إذ كتب :" اهبطوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ ما سألتم".

وعلى ذات المنوال، قال خليل إلياس الذي كتب من قلب غزة منشوراً يفيض وداً وحباً لمصر، وكان أبرز عباراته :" عظيمةٌ انت .. والقرآن ذكرك .. والعالم يشهد على صدقك
انتِ الوفاء .. انت العروبة .. انت المتنفس .. انت الام الطيبة".

وكتب المُعلق الرياضي الشهير هشام معمر :" من احتمى بمصر، فقد احتمى بالعروبةِ كلِّها، وبالضميرِ الأخير في زمنٍ غابت فيه الضمائر
هي سياجُ العروبةِ حين تتهاوى الأسوار، وصوتُ العقلِ حين تَصمّ المدافعُ الآذان، تُفاوضُ لتُنقذ، وتتحمّلُ لتَصون، وتبذلُ لتُبقي الأملَ قائماً رغم كيدِ المعتدي".

وكتب أحد المواطنين الفلسطينيين عبر حسابه على تويتر :" شكراً لجمهورية مصر العربية رئيساً وشعباً على الموقف المتقدم بالوقوف بجانب شعبنا برغم كل الضغوطات".

وكتبت إلينا من قلب غزة :"شكرًا يا أم الدنيا شكرًا يا مصر العروبة والوفاء . .غزة ما راح تنسى؛ والتاريخ سيُسجل بأن مصر أنهت الحرب على غزة، وأنها وقفت مع غزة في أصعب اللحظات" .

وخرج أحد مواطني غزة فور الإعلان عن الوصول إلى اتفاقٍ ينُهي الحرب شاكراً مصر قيادة وشعباً، مؤكداً أنهم فقط من وقف معهم من بين العرب.

وقال أيضاً من أهل غزة ما يلي:

وقال عمر أبو ندى من غزة :"شكراً لمصر التي احتضنت أصعب جولات التفاوض وأثبتت من جديد أن القلب العربي لا ينام حين يُسفك الدم الفلسطيني. من شرم الشيخ إلى القاهرة، سعت بكل قوتها لوقف النار وإنهاء ثلاث سنوات من النزيف والمعاناة. تحية للرئاسة والحكومة والفريق المصري الذي لم يتراجع لحظة عن دور الشقيق والوسيط الأمين".

ولاقت مشاهد الطائرات وهي تُحلق بعمل فلسطين استحساناً كبيراً من أهالي غزة، إذا أوصلت مصر عبر تلك اللقطة رسالة مفادها أننا إن كُنا وسيط نزيه بين طرفي الصراع، ولكن بوصلة الحق لدينا واضحة فنحن بقلوبنا وعقولنا مع المظلومين الذين عانوا طوال الحرب.
