حصاد 2025 | الحق الفلسطيني بين العَِدوان والعَدل..قصة عام حاسم في تاريخ القضية
عاشت القضية الفلسطينية خلال 2025 عاماً مفصلياً فارقاً في تاريخها، فمن جانب تواصل العدوان الإسرائيلي في غزة والضفة، ومن جانب آخر اكتسب الحق الفلسطيني مُناصرين جُدد.
وواجهت القضية الفلسطينية تحديات كبيرة تتمثل في توحش الآلة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وسط رغبة اليمين المُتطرف في الدولة العبرية في إجهاض أي مُحاولة لإنشاء دولة فلسطينية مُستقلة.
اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
غزة..جَرح عميق ينزف دماً غزيراً
شهد عام 2025 أحداثاً خطيرة في قضية أهل غزة في وجه العِدوان الإسرائيلي الذي تواصل للعام الثاني على التوالي منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وتجاوز عدد الشهداء حاجز الـ 70 ألفاً، وهو عدد مُرشح بالطبع للزيادة بالنظر لوجود جثامين لشهداء لم يتم انتشالهم بعد.
وقادت مصر جهداً دولياً مُكثفاً لرفع الحصار عن أهل غزة، ولعبت القاهرة دوراً بارزاً في إيصال المُساعدات لأهالي القطاع.

ولكن بالطبع لايزال القطاع يُعاني من تضييق الجانب الإسرائيلي لمسار وصول المُساعدات، وهو الأمر الذي دفع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" للتأكيد على أن غزة لم تعد مصنفة منطقة مجاعة لكن المخاطر الغذائية ما زالت مرتفعة.
وأكد فيليب لازاريني، المُفوض العام لوكالة الأونروا، أن هناك 1.6 مليون شخص في غزة يُعانون انعدامأً للأمن الغذائي.
وفي هذا السياق، أكدت مُنظمة الصحة العالمية أن أكثر من ألف مريض توفوا في غزة أثناء انتظار إجلائهم طبياً.
ونجحت جهود مصر في الوصول إلى اتفاقٍ بإنهاء الحرب دخل حيز التنفيذ في أكتوبر، ونال جهد القاهرة استحسان أهالي القطاع.
ولكن بالتأكيد يُواجه الاتفاق وتنفيذ مراحله تحدياً كبيراً تفرضه الانتهاكات الإسرائيلية المُستمرة.
ويأمل أهالي غزة أن يتوقف سيل الدماء نهائياً في القريب العاجل، إذ أن حصيلة الشهداء منذ وقف إطلاق النار تجاوزت 400 شهيد.

الضفة..استيطان يتسلح بعصا الاحتلال
ولم يكن حال سكان الضفة الغربية أفضل حالاً، فقد واجه أبناء القرى الفلسطينية المخُتلفة مُحاولات مُستمرة من المستوطنين للاستيلاء على أراضيهم ومساكنهم.
وأصبحت أخبار قيام مجموعة من المستوطنين بمُهاجمة اراضٍ فلسطينية وإجبار سكانها على ترك أراضيهم تحت حماية شرطة الاحتلال أخبار مُتكررة يومياً بشكلٍ مُتطابق.
وذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن الاحتلال كثف منذ مطلع عام 2025 إصدار أوامر وضع اليد لأغراض عسكرية وأمنية.
وتزامن ذلك كله مع تصاعد وتيرة الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية في مُحاولة مُستميتة لإنهاء أي أمل لإقامة الدولة الفلسطينية.

وكان آخر تجليات هذه السياسة تصديق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على مُخطط لإقامة مدينة استيطانية جديدة شرق القدس تضم 3380 وحدة.
وذكرت مؤسسات رعاية الأسرى الفلسطينيين أن عدد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وصل إلى 9300 أغلبيتهم من الموقوفين والمُعتقلين الإداريين.
ولكن الرقم مُرشح للزيادة، لأن المؤسسات المعنية أن هذا الرقم لا يشمل المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
وفي هذا السياق استنكر أنطونيو جوتيريش، الأمن العام للأمم المتحدة، عنف المستوطنين الإسرائيليين المتصاعد وما يرافقه من ومصادرة الأراضي وعمليات الهدم، والقيود المشددة على الحركة في الضفة الغربية.

اعتراف بالحق..الدولة الفلسطينية تكتسب مُناصرين جدد
وشهد عام 2025 حملة دولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك رداً على تواصل الجرائم الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
ووصل عدد الدول التي اعترفت بفلسطين ما يقارب 160 دولة، وذلك من أصل 193 دولة مُنضوية تحت لواء الأمم المتحدة.
وبرز من قائمة الدول التي اعترفت بفلسطين خلال 2025 فرنسا وبريطانيا وكندا وآخرين.
وتسببت الخطوات الدولية في موجة غضب إسرائيلية كبيرة، وعبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رأيه بأن هذه الخطوة تأتي كجائزة للإرهاب، على حد وصفه وزعمه.
وأبدت إسرائيل رفضها إقامة أي دولة فلسطينية في تنصل واضح من التزاماتها السابقة وقرارات الأمم المتحدة.
وهاجم وزير المالية الإسرائيلي اليمين بتسلئيل سموتريتش فرنسا بعد خطوة الاعتراف بفلسطين، قائلاً إن باريس ودول اخرى تعمل علناَ ضد إسرائيل، على حد قوله.

تحدٍ ينتظر أصحاب الحق والأرض
وبالتأكيد فإن الظروف الراهنة تفرض تحدياً هائلاً أمام أبناء الشعب الفلسطيني في ظِل المواقف الإسرائيلية الأخيرة.
وسيكون على الأطراف الفلسطينية توحيد الصفوف في وجه العداون وخططه، وسيكون على الجميع تغليب المصلحة العامة.
وبالتأكيد لن تكون فلسطين وحيدة في مُواجهةهذا الجنون، فالعالم أجمع أصبح يعي خطورة ما يقوم به الاحتلال بجيشه وشرطته وسياسيه ومُستوطنيه.

