الصداع النصفي..علاج مجاني يثبت فعاليته في تخفيف الألم

الصداع .. أظهرت دراسة طبية حديثة أن حلاً بسيطًا ومجانيًا يمكن أن يغير حياة ملايين المصابين بالصداع النصفي، بعدما ثبتت فعاليته في تخفيف الألم بمعدل يضاعف نتائج العلاجات التقليدية.
قام باحثون من مركز NYU Langone Health الأمريكي بتطوير تطبيق مبتكر يساعد المرضى على ممارسة العلاج بالاسترخاء العضلي التدريجي (PMR)، وهي تقنية تعتمد على شد مجموعات عضلية مختلفة في الجسم لبضع ثوان ثم تحريرها ببطء مع التركيز على الشعور بالراحة والاسترخاء.
نتائج مذهلة خلال 60 يومًا فقط
اعتمدت الدراسة على متابعة 69 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، خضعوا لتجربة امتدت لثلاثة أشهر.
وأظهرت النتائج أن ممارسة تمارين PMR اليومية عبر التطبيق أدت إلى انخفاض ألم الصداع النصفي بنسبة تصل إلى 50 في المائة.
كما تضاعفت نسبة المشاركين الذين أظهروا تحسنًا ملحوظًا في مستويات الإعاقة الناتجة عن الصداع مقارنة بالمجموعة التي لم تستخدم التطبيق. فقد أبلغ 82 في المائة من مستخدمي PMR عن تحسن واضح، مقابل 46 في المائة فقط لدى غير المستخدمين.
تدخل رقمي يمنح المريض السيطرة على مرضه
قالت الدكتورة ميا مينين، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة علم الأعصاب بجامعة نيويورك، إن نتائج البحث تؤكد قدرة التقنيات الرقمية على تمكين المرضى من إدارة حالتهم دون الحاجة إلى أدوية أو زيارات طارئة متكررة للمستشفى.
وأضافت أن سهولة استخدام التطبيق وسرعة نتائجه تجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الباحثين عن وسائل طبيعية وفعالة للسيطرة على الصداع النصفي المزمن.
طريقة بسيطة بأصول علمية عريقة
يرجع أصل تقنية PMR إلى الطبيب إدموند جاكوبسون في عشرينيات القرن الماضي، الذي طورها لعلاج التوتر والقلق، قبل أن يثبت الطب الحديث فعاليتها في مواجهة الصداع النصفي واضطرابات النوم وآلام العضلات المزمنة.
اليوم، بفضل تطبيقات الهواتف الذكية مثل RELAXaHEAD، أصبحت هذه التقنية متاحة للجميع مجانًا، مما يمنح المرضى وسيلة علمية فعالة يمكن ممارستها في أي وقت ومكان.
ويستعد فريق NYU Langone Health لإطلاق دراسة موسعة لتقييم فاعلية هذا العلاج في عيادات الرعاية الأولية، وسط آمال بأن يمثل خطوة ثورية في علاج أحد أكثر الاضطرابات العصبية إيلامًا وانتشارًا في العالم.