التوتر اليومي.. عدو صامت يهدد صحة الجسد والعقل
لم يعد التوتر مجرد حالة نفسية عابرة، بل أصبح من أبرز التحديات الصحية في عصر السرعة، فالإجهاد المستمر ينعكس بشكل مباشر على صحة الإنسان، مسببًا سلسلة من الأعراض الجسدية تبدأ من الصداع واضطرابات النوم، وقد تصل إلى أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وضعف المناعة.
دراسات حديثة أشارت إلى أن العقل والجسد يتأثران معًا بالقلق المستمر، فحين يعيش الفرد في حالة توتر دائم، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول التي ترفع من معدل ضربات القلب وتزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والشرايين، كما أن اضطراب النوم الناتج عن كثرة التفكير يضعف التركيز ويؤثر على الأداء اليومي.
وبالرغم من خطورة هذه الأعراض، إلا أن مواجهة التوتر ممكنة من خلال خطوات بسيطة، أبرزها ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة التي تساعد على إفراز هرمونات السعادة وتخفيف الضغط النفسي. كذلك، يُنصح باللجوء إلى تمارين التنفس العميق والتأمل، التي أثبتت فعاليتها في تهدئة الأعصاب.
من جهة أخرى، يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في مواجهة القلق. فتقليل الكافيين والأطعمة السريعة، مع الاعتماد على الفواكه والخضروات، يساهم في استقرار المزاج. كما أن قضاء وقت قصير يوميًا بعيدًا عن الشاشات والهواتف يمنح العقل راحة ضرورية.
الأطباء يشددون على أن التوتر ليس أمرًا يجب الاستهانة به، بل عدو صامت يحتاج إلى وعي ومواجهة. فالحياة لا تخلو من الضغوط، لكن التعامل الذكي معها هو ما يصنع الفارق بين جسد مرهق وعقل مشتت، وبين إنسان قادر على مواجهة تحديات يومه بطاقة إيجابية وصحة متوازنة