آيات قرآنية تناولت نجاة موسى.. هل تشير إلى يوم عاشوراء؟
مع اقتراب يوم عاشوراء، يتجدد السؤال الذي يتكرر سنويًا في أذهان المسلمين: هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم صراحة؟
والإجابة: أن الاسم "عاشوراء" لم يُذكر نصًّا في أي من آيات القرآن الكريم، ولكن وقائع هذا اليوم وأحداثه العظيمة، وعلى رأسها نجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه من فرعون، وردت بتفاصيلها في عدة سور قرآنية، مما يدل على مكانة هذا الحدث العظيم في الوعي القرآني والتاريخ النبوي.
آيات قرآنية تشير إلى أحداث يوم عاشوراء
رغم أن اسم "عاشوراء" لم يرد نصًا، إلا أن النجاة الكبرى التي أنعم الله بها على بني إسرائيل بقيادة نبيه موسى عليه السلام، والتي يحتفل بها المسلمون بالصيام شكرًا لله، قد جاءت في عدة مواضع من كتاب الله، منها:
في سورة البقرة:
"وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" [البقرة: 50].
في سورة الأعراف:
"فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ، وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا..." [الأعراف: 136–137].
في سورة القصص:
"فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ" [القصص: 40].
وفي سورة إبراهيم:"وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ" [إبراهيم: 5]وقد فسّر بعض العلماء هذه الأيام بأنها تشمل يوم نجاة موسى وقومه من فرعون، أي يوم عاشوراء، وذلك لما فيه من مظاهر قدرة الله ونصره لعباده المؤمنين.
عاشوراء في السنة النبوية
ثبت في صحيح البخاري ومسلم أن النبي محمد ﷺ صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه، لما له من فضل، وكان صيامه شكرًا لله تعالى على إنجائه موسى عليه السلام، فقال النبي ﷺ حين بلغه أن اليهود يصومونه:"نحن أحق بموسى منكم"
فصامه وأمر بصيامه.
كما ورد عن النبي ﷺ في الحديث الصحيح:"صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله" (رواه مسلم).
متى يوافق يوم عاشوراء في عام 2025؟
وفقًا للتقويم الهجري لعام 1447 هـ، يتوقع أن يوافق يوم عاشوراء يوم السبت 5 يوليو 2025، على أن يكون يوم تاسوعاء يوم الجمعة 4 يوليو، ويمكن أيضًا لمن فاته تاسوعاء أن يصوم الأحد 6 يوليو، اتباعًا للسنة النبوية التي دعت إلى صيام يوم قبل أو بعد عاشوراء.
ما حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا؟
أجابت دار الإفتاء المصرية بأن:
يجوز شرعًا صيام يوم عاشوراء منفردًا دون أن يصوم المسلم يومًا قبله أو بعده.
لكن الأفضل اتباع سنة النبي ﷺ، بصيام تاسوعاء مع عاشوراء أو عاشوراء والحادي عشر، وذلك خروجًا من الخلاف.
فضل صيام عاشوراء
جاء في فضل هذا اليوم العظيم:
عن أبي قتادة رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ:"صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" (رواه مسلم).
ويقول العلماء: إن صيام عاشوراء من السنن المؤكدة، وله درجات ثلاث:
أن يُصام وحده (عاشوراء فقط).
أن يُصام معه تاسوعاء.
أن يُصام التاسع والعاشر والحادي عشر (وهو الأكمل والأفضل).
الحكمة من صيام تاسوعاء
في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حين قالوا للنبي ﷺ إن يوم عاشوراء يعظمه اليهود والنصارى، قال:"فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع"قال ابن عباس: "فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله ﷺ". (رواه مسلم)
ومن حكمة صيام التاسع مع العاشر:
مخالفة أهل الكتاب الذين يصومون العاشر فقط.
الاحتياط لاحتمال الخطأ في تحديد بداية الشهر.
الوصل بين الأيام كما ورد النهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا.
