هل يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا؟.. الإفتاء توضح
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام يوم عاشوراء – وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم – جائز شرعًا، ولا حرج في ذلك، إذ إن صيامه مشروع وله فضل عظيم في الشريعة الإسلامية.
ويوافق عاشوراء هذا العام يوم السبت 5 يوليو 2025، وقد ورد في فضله قول النبي ﷺ:"صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" [رواه مسلم].
صيام السبت في عاشوراء لا حرج فيه
أوضح عدد من كبار العلماء والفقهاء المعاصرين أن النهي عن صيام يوم السبت منفردًا لا ينطبق على يوم عاشوراء، لأن له سببًا شرعيًّا خاصًّا، وهو إحياء سنة نبوية مؤكدة ثبت فضلها في عدة أحاديث صحيحة. وأكد جمهور الفقهاء أنه لا كراهة في صيامه في هذه الحالة، سواء وافق يوم سبت أو غيره.
أقوال العلماء
أشار الفقهاء إلى أن الحديث الوارد في النهي عن صيام السبت (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم) لا يشمل الأيام التي ورد في صيامها فضل، كعاشوراء، عرفة، القضاء، الكفارة أو النذر.
ونقل العلماء عن الإمام الرملي في كتابه نهاية المحتاج قوله:"يُكره إفراد السبت بالصوم، ومحله إذا لم يوافق عادة أو سببًا، أما إن وافق يومًا يُسن صيامه، كعاشوراء أو عرفة أو كفارة أو نذر، فلا كراهة حينئذٍ."
كما أشار الإمام أبو داود في "سننه" إلى أن حديث النهي عن صيام السبت منسوخ، مما يرفع الإشكال الفقهي حوله.
الأفضلية في صيام يوم قبله أو بعده
ورغم جواز صيام يوم عاشوراء منفردًا، شدّد العلماء على أن الأكمل هو صيام يوم قبله أو يوم بعده، أي تاسوعاء أو الحادي عشر من محرم، اقتداءً بهدي النبي ﷺ، وللاحتياط لاحتمال وقوع الخطأ في تحديد بداية الشهر القمري.
ونقل الإمام النووي، والشافعي، والخطيب الشربيني أن ذلك هو الأفضل، ليتميز صيام المسلمين عن صيام اليهود، كما ورد في الحديث الذي قال فيه النبي ﷺ:"لئن بقيت إلى قابل لأصومن تاسوعاء" [رواه مسلم].
من صام عاشوراء منفردًا هذا العام – حتى وإن وافق يوم سبت – فقد أصاب السنة ونال الأجر، ولا يدخل في أي نهي، لأن صيام هذا اليوم مشروع ومندوب بخصوصه، والله تعالى أعلم.
