باحث: أمريكا ستضطر إلى إجراء عسكري ضد إيران حتى ترضخ لشروط ترامب

أكد الكاتب والباحث السياسي المختص بالشؤون الإيرانية، محمد المذحجي، أن اختيار سلطنة عُمان كمكان للمفاوضات النووية مع إيران يحمل أهمية خاصة لطهران، التي تراهن على علاقاتها الطيبة بمسقط لإطالة أمد المحادثات والمماطلة، ما لم تكن هناك ضغوط عسكرية من الولايات المتحدة.
وفي حواره مع قناة "الغد"، أوضح المذحجي أن إيران "أُرغمت" على الذهاب إلى طاولة المفاوضات بسبب "الضغوط القصوى العسكرية والاقتصادية" التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأشار إلى أن ترامب يسعى لـ"إرغام إيران على القبول بشروطه"، التي وصفها بأنها "شروط استسلام" تتضمن تخلي طهران عن مخزونها النووي بالكامل.
ورجح المذحجي إمكانية عودة صيغة المفاوضات النووية السابقة، حيث كان أحد المقترحات يتمثل في موافقة إيران على نقل مخزونها النووي إلى كازاخستان وتخزينه هناك، مع تقليص نسبة تخصيبه وإعادته إلى إيران بنسب منخفضة للأبحاث التقنية.
إلا أنه أشار إلى تأكيد مسؤولين إيرانيين، مثل عراقجي، على أن "حق إيران في تخصيب اليورانيوم يعتبر غير قابل للتفاوض من الأساس"، مما يثير تساؤلات حول إمكانية موافقة طهران على النسب التي ستحددها الولايات المتحدة.
وتوقع المذحجي أن "الولايات المتحدة ستضطر إلى عمل عسكري معين ومحدد داخل إيران"، على غرار ما حدث في لبنان بضرب حزب الله وإرغامه على القبول بالشروط. ورأى أن هذا السيناريو قد يتكرر في إيران بضرب الحرس الثوري والمنشآت النووية، ومن ثم إرغام التيار المتشدد على القبول بشروط ترامب.
وفيما يتعلق بتصريحات المبعوث الأمريكي الداعية إلى وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، رأى المذحجي أن إيران "ستُرغم في نهاية المطاف على القبول بمثل هذه الشروط أو جزء معدل منها".
وكشف المذحجي عن تصريحات للعميد حسين كاظمي قومي، القيادي في فيلق القدس، بأن شروط ترامب تتضمن "إنهاء البرنامج الصاروخي الإيراني" الذي يصل مداه لأكثر من 200 كيلومتر، و"إنهاء المشروع النووي الإيراني بالأحرى الجزء العسكري"، و"حل الحرس الثوري".
واعتبر أن الولايات المتحدة تسعى إلى "تغيير تركيبة النظام الإيراني وتحويله إلى نظام عادي" من خلال "التنازل عن زي الإسلام السياسي بشكل نهائي"، مرجحًا تنفيذ "صيغة مماثلة لما حصل في لبنان" بدمج الحرس الثوري في مؤسسة الجيش الرسمي واختيار قائد عسكري رئيسًا لإيران.
وخلص المذحجي إلى أن إيران في هذه المفاوضات "في موقع ضعف نوعًا ما"، حيث إن ذهابها إلى طاولة الحوار جاء رغم رفض المرشد الأعلى للمفاوضات صراحة، ولكن "عندما صعد ترامب نهجته العسكرية، إيران أُرغمت على الذهاب إلى هذه المفاوضات بهدف معين وهو المماطلة وكسب الوقت".
إلا أنه استبعد استمرار المفاوضات لفترة طويلة في ظل الظروف العالمية والإقليمية للولايات المتحدة، مرجحًا أن ترامب يريد "توافقًا سريعًا أو الذهاب إلى الحل الآخر ألا وهو الحل العسكري".
اقرأ المزيد..