جمعة: سورة البقرة وضعت الأساس لحماية الشهود في القوانين الحديثة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق، أن آية الدَّين في سورة البقرة (الآية 282) تمثل أساسًا تشريعيًا لحماية الشهود والكتاب، وهي مبادئ اعتمدتها الأنظمة القانونية الحديثة فيما يعرف بـ"حماية الشهود".
لكنه أوضح أن القرآن الكريم لم يقتصر على الشهود فقط، بل تجاوز ذلك لحماية الكاتب أيضًا، وهو جانب لم يُطبَّق بالكامل في القوانين الحالية رغم أهميته في حفظ الحقوق ومنع التلاعب بالأدلة.
القرآن الكريم والتشريع العادل
وأشار جمعة خلال حديثه في برنامجه "تفسير القرآن الكريم"، إلى أن القرآن الكريم وضع القواعد الأساسية للتشريع التي تضمن تحقيق العدالة والأمن المجتمعي، داعيًا إلى ضرورة استنباط نظام قانوني متكامل من القرآن، وليس مجرد تقليد أعمى للقوانين الغربية.
واستدل بقوله تعالى: {فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ}، موضحًا أن الضرر الناتج عن تهديد الشهود أو التلاعب في الكتابة لا يقتصر على الأفراد المعنيين فقط، بل هو "فسوق" يصيب المجتمع بأسره.
ووضح جمعة أن هذا يشير إلى أن الظلم والفساد يضر بالمجتمع ككل، وليس فقط بالمتضررين المباشرين.
التصدي للفساد مسؤولية مجتمعية
أكد جمعة أن النظام الإسلامي يعترف بحق أي مواطن في رفع دعوى ضد الفاسدين، لأن الفساد لا يؤذي الأفراد فقط، بل يهدد "النظام العام" ويقود إلى انهيار المجتمع إذا لم يتم التصدي له.
مشددًا على ضرورة تربية الأفراد على المشاركة السياسية والمجتمعية، وعدم السكوت عن الظلم بأي شكل من الأشكال.
التفكير وفق القرآن الكريم وليس بالتبعية
كما لفت إلى أن القرآن الكريم يدعو الإنسان إلى تشغيل العقل والتفكير في القوانين والمجتمع وفق مبادئه، لا مجرد تقليد النظم الأخرى دون وعي.
فالهدف من قراءة القرآن ليس التبرك فقط، بل هو شفاء من كل داء، وهدى من كل ضلال، ويشكل منهجًا لصناعة عقل مستنير ونفس سوية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الالتزام بتعاليم القرآن الكريم في القوانين والمجتمع هو السبيل لضمان العدل والاستقرار، داعيًا إلى ضرورة تطوير الأنظمة القانونية بما يتماشى مع القيم الإسلامية، لتحقيق نهضة شاملة قائمة على مبادئ العدل والحق.