تعليق علي جمعة على صلاة رجل أعمال بشكل سريع: كان يحاول الحفاظ على صلاته

علق الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على الفيديو المتداول لرجل الأعمال أيمن ممدوح عباس، عضو لجنة الاستثمار بنادي الزمالك ونجل رئيسه الأسبق ممدوح عباس، وهو يؤدي الصلاة بسرعة لافتة، ما أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك خلال تقديمه برنامج "نور الدين والدنيا" على القناة الأولى، حيث طرح عليه سؤال من إحدى الطالبات التي استفسرت قائلة: "انتشر فيديو لرجل أعمال يصلي بسرعة بدون خشوع أو تركيز، فهل هذه الصلاة مقبولة؟"

الطمأنينة ركن أساسي في الصلاة
أجاب جمعة مؤكدًا أن مجرد حرص الشخص على أداء الصلاة دليل على الخير، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ حينما رأى رجلًا يصلي دون طمأنينة، فقال له: "ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ". وعندما أعاد الرجل صلاته بنفس الطريقة، كرر له النبي الأمر حتى سأله الرجل عن الطريقة الصحيحة، فبين له النبي أن عليه أن يكبر، ثم يقرأ، ثم يركع حتى يطمئن راكعًا، ثم يرفع حتى يطمئن رافعًا، مؤكدًا أن الطمأنينة من أركان الصلاة الأساسية.
الانتقادات والتنمر على مواقع التواصل
وفيما يتعلق بالانتقادات الحادة التي تعرض لها أيمن ممدوح عباس بسبب طريقة أدائه للصلاة، تساءلت الطالبة عن حكم من هاجموه وسخروا منه على مواقع التواصل الاجتماعي، فرد الدكتور علي جمعة قائلاً إن من انتقدوه لم يدركوا أن هذا الرجل كان يحاول الحفاظ على صلاته، وأضاف: "النبي ﷺ عندما رأى الرجل يصلي دون طمأنينة لم يفضحه أو يسخر منه، بل علمه برفق.. فلماذا نسرع إلى الهجوم بدلًا من النصح بالحسنى؟"
وشدد على أهمية تقديم النصح بطريقة إيجابية، مضيفًا: "بدلًا من الهجوم والتنمر، كان يمكن توضيح أهمية الطمأنينة في الصلاة بالحكمة والموعظة الحسنة، فنحول الموقف إلى فرصة لنشر المعرفة وتصحيح المفاهيم، بدلًا من السخرية والهجوم غير المبرر".
هل تصوير الفيديو ونشره حرام؟
وحول حكم تصوير الفيديو ونشره دون إذن صاحبه، سألت الطالبة إن كان مصور الفيديو قد ارتكب ذنبًا. وأجاب الدكتور علي جمعة بأن الأمر يعتمد على النية، موضحًا: "إذا كان الهدف هو التوعية ونشر الخير، فقد يكون مقبولًا، أما إذا كان بغرض التنمر والتجريح، فهو غير جائز شرعًا".
وأشار إلى أن انتشار هذا النوع من الفيديوهات يعكس ظاهرة غياب الخصوصية في العصر الحديث، مختتمًا حديثه بقوله: "لعل الله جعل في انتشار هذا المقطع خيرًا، حتى نتحدث عن أهمية الطمأنينة في الصلاة، وننشر الوعي بدلاً من السخرية والتشهير بالناس".