هل يجوز للفتاة الصلاة في مكان عام أمام الرجال؟.. علي جمعة يجيب
وجهت إحدى الفتيات سؤالًا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تستفسر فيه عن حكم الصلاة في الأماكن العامة حيث لا يتوفر مسجد، ومدى جواز الصلاة أمام الرجال قائلة: "أنا كبنت في مكان عام، ولا يوجد مسجد قريب، فهل يجوز لي الصلاة في هذا المكان رغم وجود شباب متواجدين؟"
رأي علي جمعة في الصلاة في الأماكن العامة
أجاب الدكتور علي جمعة على هذا التساؤل خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، موضحًا أن الصلاة يمكن أداؤها في أي مكان طاهر، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "جُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا".
وأكد أن المسلمين يصلون في المطارات، والمؤتمرات، والتجمعات المختلفة، ولكن يُفضَّل اختيار مكان مناسب بعيدًا عن مرور الناس، بحيث يكون أكثر راحة وخصوصية للمصلي، لا سيما إذا كان المصلي فتاةً ترغب في الحفاظ على حيائها وسترها أثناء الصلاة.
وأشار جمعة إلى أنه من الأفضل أن تبحث الفتاة عن زاوية أو مساحة هادئة في المكان العام، بحيث تؤدي صلاتها دون إزعاج أو إحراج، مع تجنب الصلاة في الطرقات أو في أماكن تعج بالحركة، لتجنب انشغال القلب أثناء أداء الفريضة.
حكم الصلاة بالبنطلون للمرأة
وفي سياق آخر، تلقى جمعة استفسارًا من فتاة أخرى حول مدى وجوب ارتداء الإسدال أثناء الصلاة في المنزل، حيث سألت: "هل يجب عليَّ لبس الإسدال أثناء الصلاة في البيت، أم يجوز لي الصلاة بالبنطلون؟"
وردَّ جمعة موضحًا أن الإسدال هو أحد أشكال الستر، لكنه ليس الشرط الوحيد لصحة الصلاة، حيث يعتمد الأمر على مدى تحقيق الملابس لشروط الحشمة والستر المطلوبة في الصلاة. وأكد أن ملابس الصلاة يجب أن تتوافر فيها ثلاثة شروط أساسية:
- ألا تكون شفافة بحيث يظهر ما تحتها من الجسد.
- ألا تكون ضيقة تصف تفاصيل الجسم بشكل لافت.
- ألا تكشف أي جزء من العورة المفروضة على المرأة في الصلاة.
وأشار إلى أن البناطيل الواسعة التي لا تُبرز تفاصيل الجسد يجوز الصلاة بها، أما الملابس الضيقة جدًا، مثل تلك المصنوعة من "الاسترتش"، فهي لا تحقق شروط الحجاب الشرعي في الصلاة، ولذلك لا يُفضَّل ارتداؤها أثناء أداء الفريضة.
وأكد جمعة أن الأهم في لباس الصلاة هو أن يحقق مقصود الستر، وليس بالضرورة أن يكون الإسدال هو الخيار الوحيد، حيث يمكن الصلاة بأي ملابس فضفاضة تستوفي شروط الحشمة والستر المطلوبة في الدين الإسلامي.
