صحيفة بريطانية: دليل شامل لفوائد الصيام مع بداية شهر رمضان
مع بداية شهر رمضان المبارك، يُعتبر الصيام فرصة للتأمل الروحي والانضباط الذاتي ولكن، بالإضافة إلى فوائده الروحية، توجد تأثيرات عميقة للصيام على الجسم قد لا يكون الكثيرون على دراية بها.
وفي هذا السياق، يكشف خبراء التغذية عن الآثار البيولوجية التي تحدث داخل الجسم أثناء الصيام وكيفية الحفاظ على الصحة واللياقة البدنية طوال الشهر.
ويعد أحد أبرز التغيرات التي تحدث عند الصيام في شهر رمضان هو التحول الأيضي الذي يطرأ على الجسم، خلال الأيام الأولى من الصيام، إذ ينخفض مستوى السكر في الدم، ما يجعل الجسم يبدأ في استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بدلاً من الجلوكوز الموجود في الكربوهيدرات.
ويشبه ذلك تحول السيارة من استخدام الوقود السائل إلى الطاقة الكهربائية، حيث يقوم الجسم بحرق الدهون المخزنة للحصول على الطاقة، ويساهم هذا التغيير في تحسين عملية حرق الدهون وزيادة مستويات الطاقة.
في البداية، قد يعاني البعض من أعراض مثل التعب أو الجوع الزائد أو الصداع نتيجة التكيف مع الصيام وتحول الجسم إلى هذا النظام الجديد.
تأثير شهر رمضان على النوم
ويكون أيضًا هناك تأثيرات على النوم، إذ قد يواجه البعض صعوبة في النوم أو تقلبات في جودة النوم خلال شهر رمضان بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بالصيام، مثل انخفاض مستويات الميلاتونين وزيادة مستويات الكورتيزول.
لكن مع مرور الأيام، يبدأ الجسم في التكيف مع الصيام، مما يعزز من قدرة الأمعاء على الهضم بشكل أفضل، ويقلل من الانتفاخ والحموضة.
وتشير الدراسات إلى أن الصيام يمكن أن يساعد أيضًا في تحسين صحة القلب عن طريق خفض ضغط الدم وتخفيف الالتهابات المزمنة، والتي تعتبر من العوامل المسببة للعديد من الأمراض.
للحفاظ على صحتك ولياقتك البدنية خلال شهر رمضان، من المهم أن تتبع بعض العادات الغذائية السليمة، وهي:
أولاً، يجب أن تركز على تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات، الكربوهيدرات المعقدة، والدهون الصحية خلال السحور والإفطار.
وتناول الشوفان مع المكسرات والتوت أو البيض مع الخضروات يمكن أن يساعد في إبقاء الجسم مشبعًا لفترات أطول.
من جهة أخرى، يجب تجنب تناول الأطعمة السكرية قبل بدء الصيام مباشرة، حيث قد يؤدي ذلك إلى تقلبات حادة في مستويات السكر في الدم ويزيد من الجوع.
كما يجب توخي الحذر في تناول الأطعمة الدسمة أثناء الإفطار، حيث أن الأطعمة عالية الدهون قد تسبب مشاكل في الهضم وتؤدي إلى شعور غير مريح من الامتلاء.
أيضًا، من المهم شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتعويض السوائل التي تم فقدها خلال النهار.وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي، حيث تعمل على زيادة التبول وفقدان المزيد من السوائل.
وخلال الأيام الأولى من رمضان، يكون الصيام صعبًا على الجسم، ولكن مع التكيف التدريجي، يمكن أن يبدأ الجسم في الاستفادة من التغييرات الأيضية التي تحدث.
ومع مرور الوقت، يمكن أن يساعد الصيام في تحسين التوازن الهرموني وتعزيز الصحة العامة.
بالتخطيط الجيد والاختيارات الغذائية الصحيحة، يمكن أن يكون رمضان فرصة لتحسين صحتك، وإذا تم اتباعه بشكل معتدل، فقد يؤدي إلى فوائد طويلة الأمد لصحتك الجسدية والعقلية.