عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

كل عام وكل المصريين بخير بمناسبة الذكرى 42 لعيد تحرير سيناء حيث تحتفل مصر فى 25 أبريل بتلك الذكرى العطرة على قلوب كل المصريين حيث تكلل العبور العظيم للجيش المصرى فى 1973 وانتصاره على جيش الاحتلال الإسرائيلى، بخروج الاحتلال تماما ورفع العلم المصرى فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من المحتل الإسرائيلى، وكان هذا هو المشهد الأخير فى سلسلة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية فى 25 أبريل 1982.

<< يا سادة.. على أثر الانتصارات التى حققتها مصر فى حرب أكتوبر 1973 سارعت أمريكا لإنقاذ حليفتها إسرائيل وتدخل مجلس الأمن الدولى لإنهاء المعارك إلى أن تم وقف إطلاق النار فى ‏28‏ أكتوبر ‏1973، وتم الدخول فورا فى مباحثات عسكرية للفصل بين القوات‏‏ وبدأت مفاوضات الكيلو ‏101‏ وعلى أثر ذلك شهدت عملية الانسحاب من سيناء ثلاث مراحل أساسية‏ وكانت المرحلة الأولى النتيجة العملية المباشرة للحرب‏‏ وانتهت فى عام ‏1975‏.. وتم خلال هذه المرحلة استرداد منطقة المضايق الاستراتيجية وحقول البترول الغنية على الساحل الشرقى لخليج السويس‏، ثم نفذت المرحلتان الثانية والثالثة فى إطار معاهدة السلام‏ (1979‏- ‏1982).. وتضمنت المرحلة الثانية انسحابا كاملًا من خط العريش‏- رأس محمد،‏ والتى انتهت فى يناير ‏1980 وتم خلالها تحرير‏ ما يقرب من ثلثى مساحة سيناء.. أما المرحلة الثالثة فقد أتمت إسرائيل فيها الانسحاب إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر حيث تم تحرير سيناء فيما عدا الشبر الأخير ممثلا فى مشكلة طابا التى أوجدتها إسرائيل فى آخر أيام انسحابها.. واتفق الطرفان على مبدأ التحكيم الدولى الذى خاض فيه المفاوض والمؤرخ المصرى معركة وطنية ضارية وفى 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التى انعقدت فى جنيف حكمها لصالح الموقع المصرى لتعيين موقع علامة الحدود وفى 19 مارس 1989 تسلمت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها، وتم اعتباره عيدا لتحرير طابا.

<< يا سادة.. بهذه المناسبة أوجه رسالة وكلمات حب تنسجها أحاسيس مختلفة من الأمان والهدوء والفخر والسعادة التى نعيشها ونشعر بها فى وسط منطقة تعج بالصراعات التى لا تنتهى على كافة الأصعدة ومصر مستهدفة لولا ستر من الله ونصر منه لجنود مصر خير أجناد الأرض.. فتحية شكر وإجلال لهؤلاء المرابضين على الحدود من أجل أمننا وسلامنا.. نعم يا سادة.. أريد أن أرسل إلى أبنائنا وجنودنا وقوادنا فى الجيش والشرطة كل كلمات «الحب والامتنان والاعتراف بالجميل» ليس لهم فقط بل لأسرهم وعائلاتهم الذين يقدمون لنا كل يوم نماذج مشرفة تذود عن هذا الوطن.

<< يا سادة.. إن الفخر كل الفخر والحب كل الحب لهؤلاء الذين نفذوا «العملية العسكرية الشاملة 2018» التى شهدتها أرض سيناء ونفذها أبطال القوات المسلحة والشرطة ضد العناصر التكفيرية والإرهابية.. فما تم وقتها كان اختبار قوى لجاهزية القوات المسلحة بمختلف أفرعها وقدرتها على الحشد والانتشار والحسم فى أزمنة مخططة فى البر والبحر والجو ورسالة ردع لمن تسول له نفسه فى التفكير بالمساس بأمن شعبها وأرضها.. ودرس جديد لهذا الجيل من الضباط والجنود الشباب لكى ينتبهوا ويتعلموا.. حتى تظل راية مصر عالية وخفاقة.

<< يا سادة.. ويا شعب مصر.. عليك أن تعلم أن من سحق الجيش الأمريكى فى فيتنام والصومال هو «حروب العصابات».. وإن أهم سبب لتفكك الاتحاد السوفيتى هو هزيمة جيشه فى أفغانستان بحرب عصابات أيضاً.. وعليه فيجب أن تعلموا أن جيشكم خاض حرب عصابات فى سيناء وإن أبناءكم المرابضين على كل حدود الوطن شنوا حرباً ضروساً ضد إرهابيين مدعومين ماليًا ولوجستيًا وعسكريًا ومخابراتيًا وسياسيا وإعلاميًا من التنظيم الدولى للإخوان وجهات غربية لا تريد الخير لمصر وأجهزة مخابرات وأنظمة دولية يزعجها أن يظل جيش مصر ثابتًا واقفًا متحديًا كل صعب وكل إرهاب.

<< يا سادة.. كانت تلك مفردات ما كان يدور فى سيناء وما زال يدور.. سيناء منذ التحرير فى 25 أبريل 1982، ما زالت الجرح الغائر فى صدر العدو الإسرائيلى الغاشم المحتل الذى يفكر طوال الوقت فى كيفية استرداد سيناء التى استردتها مصر بكافة الأساليب الشرعية حربا ومباحثات ومفاوضات وتحكيمات دولية والدليل على ذلك ما يحدث على حدودنا مع غزة والتهديد بالاجتياح البرى لرفح الفلسطينية مما يعنى جر رجل مصر لدخول فى حرب مع إسرائيل لتكون ذريعة لدخول الفلسطينيين إلى أرض سيناء والتوطين فيها وهو ما تسعى له إسرائيل طوال الوقت ورفضه الجانب المصرى والفلسطينى نفسه. وأكد عليه الرئيس السيسى بأن مصر فى ظهر القضية الفلسطينية وضد حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل ضد شعب غزة بشكل وقفت معه الأمم المتحدة ومجلس الأمن موقف العاجز بسبب وقوف أمريكا حليف إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى وضد أى عقوبات تتخذ ضد حربها فى غزة.

<< يا سادة.. فى مؤتمر حكاية وطن «شرح الرئيس السيسى كيف أنه اختار طريق اللجوء للشعب المصرى وأن ما يفعله جاء بعد تأخر من سبقوه لأنه اعتبر أن تأجيل الإصلاح خيانة» ووقتها كانت الرسالة التى وصلت إلى العالم أجمع هذه الرسالة مفادها ببساطة أن الشعب المصرى الحقيقى لا يعرفه سوى رجل واحد فقط ورجاله، هذا الرجل هو المواطن «عبدالفتاح السيسى».. ورجاله هؤلاء الرجال «الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر».. هذا الشعب الذى من أجله حمل هذا المواطن كفنه على يده ليعبر بأرضه ووطنه من ذل وعبودية الجماعة إلى العزة والحرية والكرامة الإنسانية وكذلك من نار الفساد والإفساد الذى عاشه سنين طويلة دون أن يرحمه أحد ذاق فيها مرارة المرض والجهل.. هذا الشعب هو الذى خرج له بالملايين فى 30/6.. وفى 3/7 وفى 26/7 ليثبت له أنه فى ظهره ويقف بجانبه فى أى وقت يطلبه.. وهو نفسه الشعب الذى يصيب أعداء الوطن بالفشل الذريع طوال الوقت.. هو الشعب الذى أنجب له آلافاً من خيرة جنود الوطن فى الجيش والشرطة الذين يقدمون أرواحهم فداءً لتراب هذا الوطن الذى كان يعتبره رجال الإرهابية «حفنة من تراب بخس»... الشعب الذى يعرفه السيسى هو هذا الذى لم يسمح لأحد بأن يلوى ذراعه عندما طالب بحفر قناة السويس الجديدة، فقدم له «تحويشة العمر» و«ستر البيوت» و«قرش الزمن» و«جهاز البنات» ليحقق حلمه ويحفر قناته التى قدمتها مصر هدية للعالم.. الشعب الذى يعرفه السيسى هو الذى ألهب التجار الجشعين وعملاء الإرهابية والخونة والمتآمرين والقرارات الاقتصادية ظهره بنيران ارتفاع الأسعار فلم يَثُر أو يَدجُر بل «شد الحزام على وسطه.. وقال بكرة يعدلها سيده».. هذا هو الشعب المصرى الحقيقى. 

<< يا سادة.. هذا الشعب الذى حير وما زال يحير وسيظل يحير دولاً وأنظمة وأجهزة مخابرات فشلت وفشلت معها كل مخططاتها فى أن تصبح مصر نموذجاً أو مسخاً من دول عربية كثيرة نجحت المؤامرات والخونة فى هذه الدول فى ضياع أوطان وتشريد شعوب.. هذا الشعب الذى وقف فى وجه العدوان الثلاثى لثلاث دول بها دولتان كانتا وقتها من أقوى الدول فى العالم.. هذا الشعب الذى صبر على النكسة فى 1967 وحولها لانتصار أكتوبر 1973 أقوى الانتصارات فى القرن العشرين.. هو الشعب الذى يستحق أن نوجه له أيضاً التحية فى الذكرى الـ42 لعيد تحرير سيناء.

<< همسة طائرة.. يا شعب مصر عليك أن تعلم أن رجال مصر فى الجيش والشرطة هزموا المؤامرة وهم صامدون.. ويواجهون حرباً ضروساً ضد أمن وأمان مصر فى ملحمة يحكى وسيحكى عنها العالم ويؤكد أن مصر تتحدث ولذلك يخشى الجميع من حديثها وحديث رجالها لأنها عندما تحدثت فى الماضى هزمت أعتى الجيوش هزمت التتار والصليبين وكل من سولت له نفسه تدنيس أرضها.. وفى الحاضر.. هزمت «تنظيم دولى» حير العالم بأسره منذ عقود طويلة بإرهابه والآن وهى تتحدث وتعمل فليعلم الجميع أن حديثها سيغير أنظمة ويهدد كيانات.. لأن مصر التى تحدثت عن نفسها ستظل تتحدث ولابد أن يسمعها الجميع وفى عيد تحرير سيناء الـ42.. شكرا جيش مصر.. شكرا شعب مصر.