رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خصال حُسن الخلق

د. ياسين عثمان طه
د. ياسين عثمان طه

جميع خصال (حُسن الخلق) تجتمعُ وتدورُ حول أربعة أحاديث أحدها قول النبى صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليقُلْ خيراً أو ليصمُت) رواه البخارى. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: ما يتكلمُ به الإنسان إما أن يكون فيه خير، له أو لغيره أو يكون فيه شرٌّ، له أو لغيره أو أن يكون لا له ولا عليه (لغو). فالأول مطلوب والثانى مُحرَّم والثالث الأفضل السُّكوت عنه. وقديماً قيل: (إذا كان الكلام من فضة فالسُّكوت من ذهب) فكم من كلمةٍ جلبت لصاحبها من البلاء والشقاء ما أفسد عليه دينه ودنياه وآخرته ولا تزالُ الكلمة بيد صاحبها يتحكمُ فيها ويملكها ما لم تخرج من لسانه، فإن خرجت من لسانه لم يملكها فتظلُّ تجولُ فى عقول وقلوب مَن حوله من الناس، فتُحدث فيها من الشَّر والضغينة والفساد ما لا يملك دفعه أو تغييره غالباً. قال النبى صلى الله عليه وسلم: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِى لها بالًا، يَهْوِى بها فى جَهَنَّمَ). رواه البخارى. قال ابن عثيمين رحمه الله: إذا التبس الأمر على الإنسان، لا يدرى فيه خيرٌ أو شر فدار الأمر بين أن يسكت عنه أو يتكلم به، (فالمُختار السُّكوت، لأن ذلك أسلم). وما أكثر ما يندم الإنسان على الكلام، وما أقلَّ ما يندم على السُّكوت ورُبَّ كلمةٍ قالت لصاحبها: دعنى! وفى الحديث - أيضاً - تقديمُ الكلام بالخير على السُّكوت لأن السُّكوت قد يتركُ الباب مفتوحاً للشيطان ليُدخِل فى قلوب الناس ما يشاء من تأويلات وتفسيرات سلبية قد تفتح عليهم أبواباً كبيرةً من الشَّر ومن الكلام الطيب ما يكون جبراً للقلوب.. وبلسماً ومرهماً لجروحها وزيادة للمحبة والألفة بين الناس. قال تعالى ﴿وقُلْ لِعِبادِى يَقُولُوا الَّتِى هى أحْسَنُ أن الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهم أن الشَّيْطانَ كانَ لِلْإنسان عَدُوًّا مُبِينًا﴾ فنصَّت الآية على أن المطلوب هو الكلام بالخير، وأنَّ هذا هو الذى به يندحر الشيطان. ولذلك فإن استطاع الإنسان أن يتكلم بالخير فهذا هو الأفضل.. وإلَّا فعليه بالسُّكوت!