رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة غريبة وغير متوقعة، تلقيتها، كما تلقاها زملائى الصحفيين، الذين يقومون بتغطية أخبار وأنشطة محافظة الجيزة.

رسالة تبدو رقيقة وناعمة فى ظاهرها، لكن تحوى فى باطنها الكثير، خصوصًا أنها تطلب من جميع الصحفيين الذين يقومون بالتغطية، ضرورة الحصول على إخطار مباشر، مع الوضع فى الاعتبار جميع الخطوط الحمراء والزرقاء والخضراء، وجميع ألوان الطيف.

تبريرات وردت فى رسالة «العلاقات العامة والإعلام» ليست منطقية، أو هكذا تبدو، خصوصًا أنها «توجيه» و«إرشادات» للصحفيين، أكثر منها «تسهيلًا» لأداء عملهم، حيث تحمل الكثير من «التعليمات»، وكيفية اتباعها!

بالطبع يمكننا تجاهل تلك الرسالة وما ورد فيها، لكننا فقط نود التذكير بأننا تحدثنا كثيرًا، خلال الأشهر الماضية، أنه عندما تكون خدمة المواطنين أولوية، فذلك يؤكد أن المسئول الأمين هو ذلك الإنسان الذى يجتهد فى عشق الوطن، من خلال خدمة الناس بمعايشته اليومية معهم، والسعى الحثيث لقضاء حوائجهم، والتواجد الدائم بينهم لحل مشكلاتهم ومعاناتهم.

ذلك المسئول الذى نتمناه، هو من يجتهد فى الحفاظ على المال العام، ويستجيب لمتطلبات العدالة فى وظيفته، ليكون مثالًا ورمزًا وقدوة فى عمله، من خلال تعظيم قيم العمل العام من النزاهة والاستقامة، وحصانة أموال الدولة، وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة فى الخدمة العامة.

تلك الصفات نرجوها ونتمناها فى كل مسئول يتحمل أعباء الوظيفة العامة، ولذلك كثيرًا ما قمنا بالإشادة بمحافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، فيما يقوم به من أداء إيجابى، وكل عمل يؤدى إلى خدمة الناس وتلبية متطلباتهم، وحلِّ مشكلاتهم.

وفى المقابل، نعتقد أن المحافظ يتسع صدره لكثير من الآراء التى توجه النقد لبعض القرارات والسلبيات، أو أى تقصير من أى مسئول يقع تحت سلطته، لأنه أولًا وأخيرًا المسئول الأول، الذى يقع على عاتقه طموحات المواطن الجيزاوى.

إن مهام وأعباء منصب محافظ الجيزة، كثيرة ومتشعبة، وذلك يدعو بالضرورة إلى أن يكون أداؤه مختلفًا عن نظرائه فى المحافظات الأخرى، نظرًا لخصوصية المحافظة، وحجم المشروعات والأزمات والملفات الكبيرة التى تحتاج إلى نشاط غير عادى.

لكن ما لا يمكن تغافله، هو تلك «الملاحظات» التى جاءت فى غير محلها، لأن الصحفيين يؤدون عملهم بتجرد ونزاهة، ولا يحتاجون إلى «توجيهات»، لا نعرف هل هى اجتهاد شخصى، أم أنها «تعليمات»، رغم إدراكنا بأن أى موظف، مهما كان شأنه، لا يستطيع أن يتصرف بمفرده، أو وفقًا لأهوائه الشخصية.

إننا فى ظل ما نعيشه من أزمات وتحديات، نحتاج إلى سعة صدر المسئول، أيًا كان موقعه، كما أننا بحاجة إلى مسئولين كبار فى عقولهم وطريقة تفكيرهم على جميع مستويات المسئولية، إن كنا عازمين على الإصلاح الحقيقى، لأن مصلحة المواطنين هى الأهم وفوق كل اعتبار.

[email protected]