عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

قصة رائعة نسجت خيوطها على أرض مصر، وتحديداً فى جنوبها، فى قلب نهر النيل الخالد، بين جميلتين أسوانيتين ساحرتين، وأمير يابانى من الأسرة المالكة، والأكثر إثارة أن زوجة الأمير لم تتمرد، ولم تعارض العلاقة، بل قابلتها بالابتسامة اليابانية الرقيقة المعهودة، وباركتها بل ودعمتها، لتنشأ قصة حب جديدة على أرض أسوان تضاف لقرينتها، قصة الأمير «الولهان» محمد شاه أغاخان، سلطان الطائفة الإسماعيلية، مع أميرة الذهب الأسوانية، قبل أكثر من نصف قرن، وحينها باركت هذا الغرام زوجته عاشقة الورد البيجوم أغاخان، التى عشقت بدورها هذا الجمال الجنوبى الرائع.

الأمير اليابانى «تاكامادو» عاشق لكل ما هو جميل، بداية من الوجه الحسن، لجميلات الجنس اللطيف، وماء النيل العذب والخضرة والأشجار والزهور والرياحين والطيور، ونهاية بمعشوقتيه الأسوانيتين الساحرتين اللتين وقع أسيراً فى شباك عشقهما، ومن أول نظرةٍ وفى أول زيارة لمصرنا الحبيبة منذ نحو عقدين، بعدما اتجه إلى الساحرة الجنوبية أسوان، هى قصة حب وصلت لدرجة العشق بسرعة البرق، وعلى غير عاداتنا نحن المصريين باركنا هذه العلاقة، بل وباركتها زوجته اليابانية الجميلة.

وكأن «تاكامادو» قد تقمص أرواح المصريين، وذهب إلى هناك، غرب النيل ليمسك «الطنبور»، وهى الآلة الوترية النوبية الشهيرة، ليدندن مع نفسه جميع أغانى الغزل لملك النوبة محمد منير.

قبل زيارته لأسوان كان الأمير اليابانى عاشقاً للطبيعة والطيور المهاجرة، وإحدى أهم الشخصيات البارزة المدافعة عنهما، وعلى قمة هوايته المفضلة متابعة تلك الطيور عبر مساراتها الطويلة فى رحلاتها الشاقة هرباً من صقيع وثلوج أوروبا إلى دفء وسط وجنوب أفريقيا، ومن تلك المسارات الجزر الأسوانية، وخلال تلك المسارات تخلد تلك الطيور مناطق استراحة كثيرة قد تستقر بها أسراب منها للتكاثر والحياة على ظهرها، وكان هذا هو السبب الرئيسى لارتباطه العاطفى بجميلتى أسوان الساحرتين «غزال وسالوجا»، لتصبح حالة عشق خاصة استمرت حتى وفاة الأمير المتيم عام 2003، وأبت زوجته اليابانية الجميلة إلا أن تخلد ذكراه فى ذات المكان الذى عايش أجمل لحظات الغرام لزوجها وفاء له، ولم تُقم نصباً تذكارياً، ولكن وكعادة اليابانيين العمليين فى كل دروب حياتهم، أنشأت مركزاً متكاملاً تتم حالياً كافة متطلبات تجهيزه.

وتجذب محمية «سالوجا» و«غزال» العديد من هواة نوع نادر من السياحة وهى السياحة المعروفة باسم سياحة مراقبة الطيور وكان من أشهر هواة هذا النوع من السياحة «تاكامادو» الذى كان يعشق هذه الهواية النادرة وظل لعدة سنوات يكرر زيارته للمحمية حتى أصبح وجوده فيها يمثل نوعاً من العلاقة الخاصة بينه وبين المحمية وعقب وفاته حرصت اليابان على المساهمة فى إقامة مركز بالمحمية تمت تسميته مركز زوار الأمير تاكامادو تخليداً لذكراه وهو يعد أيضاً رمزاً لمجهودات جمعية الصداقة المصرية اليابانية فى حماية البيئة, وتحرص زوجته على زيارة المحمية وممارسة الهواية التى كان يمارسها زوجها وكما تقول دائماً إنها تفعل ذلك وفاءً لزوجها الراحل وأيضاً من أجل تدعيم العلاقات المصرية اليابانية ورفع الوعى البيئى لدى جموع المصريين ومن أجل وضع محمية سالوجا وغزال على الخريطة السياحية العالمية كمزار سياحى متميز بوجه عام ولجذب هواة سياحة مراقبة الطيور إلى تلك المحمية بوجه خاص.

و«سالوجا» و«غزال» أعلنتا كمحمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 928 لسنة 1986، لأنهما تحتضنان مجموعة هائلة من النباتات والأشجار النادرة والمهمة، كعناصر تنوع بيولوجى متفرد، الكثير منها ذات فوائد طبية فى غاية الأهمية، وأطلق عليها من قبل «المحمية الشهيدة»، لكثرة اندلاع النيران فيها بين الحين والحين، فالنيران استعرت فى الجزيرتين أكثر من أربع مرات فى 15 سنة فقط «فى الفترة من 2003 إلى 2017» وفى كل مرة تدمر أعداد كبيرة من أشجارها النادرة، ويعاد تأهيلها مرة أخرى بجهود باحثيها البيئيين ووزارة البيئة.

ليبقى السؤال: هل تم تأمين الجزيرتين تماماً؟

حفظ الله مصر وأهلها

[email protected]