عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

استبشرنا خيراً فى اليوم الأول من العام، عندما توارت شمس سبتمبر الحارقة، مصحوبة برذاذ منعش من قطرات المطر، ونسمة هواء عليلة طوقت أعناق أبنائنا الطلاب، لترفع عنهم عناء شهرين كاملين من العذاب، بداية من شهر أغسطس وحتى أول أكتوبر وهم يتنقلون بين السناتر ومقار الدروس الخصوصية، طمعا في اللحاق بزملائهم، وخوفا من ان يتخلفوا عن جمع المنهج فى هذه المدة البسيطة، التى تبدأ من شهر اغسطس وتنتهى فى شهر أكتوبر من كل عام. 

لم تكن هذه المداعبة المناخية لأبنائنا الطلاب في الاول من اكتوبر فقط، ولكن هذه المداعبة ايضا اطربت اغصان الاشجار واوراقها، ومالت على بعضها البعض، تتهامس بلغتها الخاصة والتى تهنئ فيها انفسها ولسان حالها يقول: عيدكم سعيد، ووداعا لحرارة سبتمبر وما قبلها من شهور أحرقت قلوبنا وافجعتها على البشرية، التى اقدمت على سنوات عجاف، ستجف فيها انسجتنا، وتتساقط اوراقنا، وسيعانى ضيوفنا الدائمون من فصيلة الماشية من جفاف الضرع وقلة ما تحمله من لحوم، وسيكون بنو ادم هم الذين  سيتضررون مما نحن فيه، وهذا ما جنوه علينا وما جنيناه على انفسنا، هم من توسعوا فى اسلحة الدمار الشامل والقنابل العنقودية، وهم من رفعوا حرارة الارض حوالى درجة والنصف وتسببوا فى التصحر والجفاف، واصبحنا ننتظر المطر ولا نجده ونبذل قصارى جهدنا لتصل جذورنا الى الآبار فنجدها ايضا قد غارت وغيض الماء بين ثناياها وصخورها، وسيدفع الآدميون الثمن غاليا بعد ان ارتفعت أسعار الخضراوات والفواكه والمحاصيل الى معدلات غير مسبوقة، واصبح الحصول عليها بأسعار معقولة مستقبلا دربا من الخيال، وتحنو اغصان الزروع على مثيلاتها لتقدم لها العزاء عن اختفاء اصناف كانت تملأ الحقول نسيما وعطرا وتملأ المخازن بالزكائب والاجولة مثل العدس والحلبة والفول والقمح، واصبحنا نرافق المستورد منها فى المخازن والتى لا لون لها ولا رائحة ولا طعم، ورغم ذلك بنو ادم لا يجدون غيرها وليس لديهم رفاهية الاختيار.

‏هذا الحوار الهامس والذى لا يفقه لغته احد  مهما كانت ثقافته الزراعية، اتمنى ان يصل الى قادة الدول الذين يتنقلون من دولة لأخرى، لحضور مؤتمرات المناخ يرددون نفس الكلمات، ويطلقون نفس الوعود، ويذرفون دموع التماسيح على الدول التى تصحرت وأصبحت لا تجد قوت يومها، لذلك يجب الا تغفل مصر عن قضية السد الإثيوبي مهما كانت مراحل الملء وطبيعته، لأن النيل هو حياتنا ومصر هبة النيل.

حفظ الله مصرنا الحبيبة.