عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

 

 

 

غدًا ٣ يوليو يحتفل الشعب المصرى بمرور ١٠ سنوات كاملة على تلك الحظة التاريخية الفارقة فى حياته يوم انحاز الجيش المصرى لقراره الذى عبرت عنه أكبر مظاهرة عرفها العالم منذ بدء الخليقة.

غدًا ٣ يوليو يحتفل الشعب المصرى ببيان تحرير مصر حين أعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة وقتها خارطة المستقبل التى اتفق عليها المجتمعون وهم عدد من الرموز الدينية والوطنية والشباب والقوى السياسية والأزهر والكنيسة‏ وتضمنت تعطيل العمل بالدستور‏ وتولى المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة المرحلة الانتقالية‏ وتشكيل حكومة كفاءات وطنية‏‏ وكذلك لجنة للتعديلات الدستورية.‏

>> يا سادة.. 3 يوليو 2013.. كان يومًا فاصلًا فى تاريخ مصر، حيث تخلص فيه الشعب المصرى الذى كانت إرادته أقوى من أى شىء من تنظيم حديدى وجماعة كانت ترغب فى أن تحول الوطن إلى أحد فروعها تستأثر بحكمه وتحول أبناءه إلى رعايا يشملهم رضاء المرشد.. ومن عايش تلك الفترة يتذكر حجم التدهور الأمنى والاقتصادى والاجتماعى والدبلوماسى الذى حل بمصر منذ أن تولى محمد مرسى الحكم فى البلاد وأصبحت مصر يديرها مرشد الإخوان وليس رئيس منتخب من قبل الشعب المصرى.. والدليل أنه منذ اللحظة الأولى لحكمه فشل مرسى فى تنفيذ أول تعهد قطعه على نفسه والمعروف ببرنامج الـ100 يوم الأولى من حكمه وتشمل 5 قضايا هى: «حل مشكلات نقص الوقود والخبز وتفاقم أزمة النظافة والمرور وعودة الأمن» حتى أنه اعترف فى خطاب أمام حشد من أنصاره فى 7 أكتوبر 2012 «وهو اللقاء الذى أقيم بزعم الاحتفال بنصر أكتوبر وحضره مجموعة من الإرهابيين والمتهمين فى قضايا» وحاول فى هذا الخطاب إلقاء مسئولية عدم التنفيذ إلى ما سماه بـ«الفساد»...

>> يا سادة.. لم يكن قرار خروج المصريين فى ٣٠ يوليو ٢٠١٣ ضد حكم جماعة الإخوان وقرار الاستجابة له فى ٣ يوليو سهلًا بكل المقاييس والأمر ذاته بالنسبة لقرار انحياز القوات المسلحة لإرادة المصريين بعد مشاورات ومحاولات لإقناع الجماعة بتلبية مطالب الشعب وعدم الاستمرار فى التعالى على المصريين ومطالبهم الذى ميز تعاطى قيادات الجماعة مع مظاهرات 30 يونيو منذ مرحلة الدعوة إليها. وتتعدد أوجه صعوبة هذا القرار بين أوجه داخلية تتمثل فى إرهاب المرشد وجماعته للشعب المصرى من ناحية.. وصعوبات خارجية من التحيز الأمريكى والغربى التام للإخوان المسلمين الذين اتخذتهم زريعة لتقسيم الشرق الأوسط وعمل شرق أوسط جديد فالمواقف وقتها أكدت أنه وبالرغم من أن المواقف الأمريكية اتخذت طابع النصح علنًا فإنها كذلك اتخذت طابع التحذير سرا للقوات المسلحة من التدخل فى الأزمة وخاصة بعدما أمهل وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى وقتها جميع الفرقاء أسبوعًا لحل الأزمة ووقتها أجرى وزير الدفاع الأمريكى « تشاك هيجل» اتصالات بالسيسى أكد له فيها أن تدخل الجيش سيُعد انقلابًا عسكريًا، وأن القانون الأمريكى يحتـم قطع المساعدات الأمريكية فى حالة حدوث انقلاب وهو التلويح الذى قوبل بالتأكيد من قبل السيسى بأن القوات المسلحة واجبها الوطنى يحتم عليها الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين...

>> يا سادة.. تلك كانت خريطة التحديات التى واجهت ثورة الشعب المصرى ضد جماعة الإرهاب والتطرف والتقسيم ولكن الله وحده كان أعلم بهذا الشعب حيث خرجت الثورة فى 30 يونيو ونجحت فى 3 يوليو وعلا فى سماء الوطن هتاف «الجيش والشعب إيد واحدة» تلك الثورة للمصريين التى لم تنقذ مصر فقط لكنها أنقذت المنطقة العربية من مخطط شيطانى لتقسيمها إلى دويلات وبنظرة عابرة على الخريطة وقتها من العراق وسوريا شرقًا إلى ليبيا غربا والسودان جنوبا وحتى الآن.. يدرك المرء الفارق بين دول وقعت فى الفخ ودولة تعرف قدر نفسها بحكم الجغرافيا وعمق التاريخ.. رغم المؤامرات التى تحاك ضدها والإعلام الموازى الذى يحرض الشعب ضد نظامه ولا يعترف بأى تقدم أو نهضة تدعمه أنظمة وأجندات وأجهزة مخابرات لدول كثيرة.

>> يا سادة.. إن صفحات التاريخ تشهد أنه فى الثالث من يوليو ٢٠١٣ تم «إعلان بيان ٣ يوليو أو خارطة الطريق» الذى يعد عنوانًا من عناوين الفخار المصرى، حيث ارتبط بالقضاء على بواعث الإرهاب البغيض والانطلاق نحو التنمية والتقدم.. كما تم افتتاح «قاعدة ٣ يوليو البحرية» بمنطقة «جرجوب» على الساحل الشمالى الغربى لمصر هذه القاعدة التى افتتحها «السيسى» أحدث القواعد العسكرية المصرية على البحر المتوسط وتختص بتأمين البلاد فى الاتجاه الاستراتيجى الشمالى والغربى وصون مقدراتها الاقتصادية وتأمين خطوط النقل البحرية والمحافظة على الأمن البحرى باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوى وتمثل قاعدة ٣ يوليو إضافة جديدة لمنظومة القواعد البحرية المصرية لمجابهة أى تحديات ومخاطر، فضلًا عن مكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.

>> أما الخميس ١٥ يوليو ٢٠٢١ فكان الشعب المصرى على موعد مع زعيمه السيسى فى احتفالية إطلاق مشروع تنمية الريف المصرى التى أعلن الرئيس فيها عن انطلاق مشروع «حياة كريمة» الذى يسعى إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من ٤٥٠٠ قرية لتحسين جودة الحياة لأكثر من ٥٨ مليون مصرى خلال ثلاث سنوات بموازنة تقارب ٧٠٠ مليار جنيه أو يزيد وهو تدشين للجمهورية الجديدة.. وفى ٢٦ يوليو عام ١٩٥٦ فى ذلك العام أعلن الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر عن تأميم شركة قناة السويس البحرية وإعلانها شركة مساهمة مصرية وكان لهذا العمل صدى كبير على المستوين الدولى والمحلى فعلى المستوى المحلى عمت الفرحة ربوع مصر وخرجت جموع الشعب للأحتفال وعلى المستوى الدولى قامت كل من فرنسا وإنجلترا بتجميد الأموال المصرية فى بلادهم وقامتا مع إسرائيل بتكوين جبهة عسكرية لمحاربة مصر وأطلق عليه أسم العدوان الثلاثى وانتصر الشعب على العدوان الثلاثى وطرده خارج البلاد فى ملحمة ما زالت فى سجل شرف المصريين.. ولأن أبناء مصر يسطرون فى كل يوم البطولات والتضحيات للحفاظ على مقدرات وأمن واستقرار وطنهم فقد عاد يوم ٢٦ يوليو مجددًا كيوم من أيام فخر المصريين، حيث خرج عشرات ملايين المصريين فى القاهرة وبقية المحافظات فى هذا اليوم عام ٢٠١٣ مجددًا ملبين لنداء الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة «وقتها» لتفويض الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب والعنف فى مصر وتحمل المصريون مسئوليتهم كما تحملها أجدادهم من قبل فى صد العدوان الثلاثى وخرجوا فى مظاهرات أمنها الجيش والشرطة وأعلنت الجماهير عن رفضهم الفاشية الدينية وتفويضهم الجيش لمحاربة الإرهاب والعنف وليمنحوا الشرعية لخريطة الطريق التى تم إعلانها فى الثالث من الشهر نفسه مؤكدين عزمهم على حماية مكتسبات ثورتهم وإصرارهم على تحقيق مطالبها.

>> همسة طائرة.. يا سادة.. فى تاريخ مصر أيام وشهور تشهد على عظمة مصر قيادة وشعبًا وتعد مفخرة للمصريين جيلًا بعد جيل وتعد أيام شهر يوليو أيامًا للعزة والانتصار، وتؤكد أن أرض مصر مازالت وستظل تنبت أبطالًا على جبهة القتال هم دروعها فى كل وقت يضربون أروع أمثلة البطولة والفداء فى أداء مهامهم القتالية ويضحون بأرواحهم فى سبيل الدفاع عن سلامة واستقرار هذا الوطن ويحملون لواء التنمية على الجبهة الداخلية وبهم مصر سوف تعبر وتنتصر فى حربها الشاملة لأنها دائمة مقبرة الغزاة بالإرادة والتحدى.. أما أيام شهر يوليو فسوف تظل حديثاً للانتصارات و٣ يوليو يوم الوفاء للشعب المصرى...