عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

" عندما يبكى الحب".. الصراع الأزلي بين العقل والقلب

غلاف الرواية
غلاف الرواية

رغم إنهما يعيشان في جسد واحد إلا إنهما لا يتفقان إلا نادرا وتظل المعركة الساخنة بين العقل والقلب  طارحة سؤالا لن نجد له إجابة محددة, و هذا ما يدفعنا إلى التساؤل هل نحن بحاجة إلى مزيد من أحكام العقل أم ترك العنان إلى دقات القلب ؟

وسيستمر الصراع بن قلبٍ يريد، وعقلٍ يرفض، قلب هو محلُّ الهوى والغرام والعِشق، وله سلطانٌ كبير على النفس الإنسانيّة، ويحاول أنْ يأخذ السيطرة والتوجيه من العقل، ويحاول دائماً أنْ يزيّن للعقل الأمور، ويدفع إليه بالأماني والغرور، ويزخرف له خياراته التي يريدها، وحينها يبدأ الصراع المرير؛ الذي يأخذ صِفة الحَيرة,وعقل يمتلك قوّى إدراكية، لها خاصيّة التمييز والإدراك والمعرفة، وهو بمثابة الحَكم والموجّه للإنسان، وذلك للحفاظ على ذاته، وإرشاده للطرق السليمة؛ التي تضمن له السلامة في البدن والنفس والمال.

في باكورة أعمالها الإبداعية تناقش هذه القضية بدر شاه حسين في روايتها"عندما يبكى الحب" لتحكى لنا الصراع الداخلي لبطلة الرواية"حياة" التي تعيش قصة حب مع "يحي" جارها وزميل طفولتها ورفيق الدرب كما وصفته هي في معظم حديثها عنه يغلفها التردد وربما الخوف من تجربة شقيقتها "دنيا" والتي انتهت بالفشل ,فسيطر عليها هذا الشعور وهدد علاقتها مع "يحيى" , رغم تأكيدات هذه الأخت, وجميع من حولها بأن العلاقات مختلفة ولكل علاقة ظروف خاصة تحدد نجاحها أو فشلها, ولكنها لم تقتنع أو بالأحرى لم تستطع الخلاص من نتائج هذه التجربة التي وضعتها نصب عينها, فأفسدت عليها حياتها , خاصة بعد ما أعملت العقل في أدق تفاصيل هذا العلاقة المرتبكة, والتي نعيش معها طوال أحداث الرواية, بل لا نبالغ إذا قلنا أنها صلب الرواية ومحورها الرئيس.

وعندما أرادت أن تبتعد عن هذه العلاقة  تركت الساحة لآخرين نجحوا في التسلل إلى حياتها وحياة "مصطفى" لنشهد أحداثا أخرى أكثر تعقيدا ,ويستمر الصراع بين عقلها وقلبها طوال أحداث الرواية ,لنصل في النهاية التي ينتصر فيها الحب على صوت العقل, عندما يعرض عليها "يحي" الزواج ويخرج من جيبه خاتم ويتقهقر خطوة إلى الوراء جاثيا على ركبة واحدة مصوبا عينيه تجاه عينها عارضا عليها الزواج , فلم تستطع الكلام من شدة الفرحة فأومأت بالموافقة ليعترفا معا بضياع ما مضى من عمرهما فى أوهام ويبدأن بداية ألانهاية.