عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

ولد حزب الوفد من رحم الحرية الوطنية فى المائة سنة الماضية، عندما خطرت للزعيم سعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصرى للدفاع عن قضية مصر عام 1918، وتشكل الوفد المصرى الذى ضم سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى وأحمد لطفى السيد ومكرم عبيد وفخر الدين المفتش وآخرين، وأطلقوا على أنفسهم «الوفد المصرى».

جمعوا توقيعات من المصريين بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء فى الصيغة: «نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و........ فى أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعى سبيلا فى استقلال مصر تطبيقا لمبادئ  الحرية والعزل التى تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى».

اعتقل سعد زغلول ونفى إلى مالطة هو ومجموعة من رفاقه فى 8 مارس 1919، فانفجرت ثورة 19، فى مصر التى  كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد.

وبقى حزب الوفد الذى هو حزب الأغلبية أو كما أطلق عليه الحزب الجماهيرى الكبير يتولى الوزارة معظم الوقت فى مصر منذ عام 1924 حتى عام 1952.

وعندما قامت ثورة 23 يوليو عام 1952، وألغيت الملكية، وأقر التحول إلى النظام الجمهورى ألغت الثورة فى يناير 1953 الأحزاب السياسية المصرية، وحلت كل الأحزاب القائمة بما فيها حزب الوفد، ليسدل الستار على تجربة التعددية الحزبية المصرية، التى كانت تجربة ديمقراطية تقوم على التناوب الديمقراطي على مقاعد الوزارة المصرية.

فى أعقاب حرب أكتوبر 1973، وانتصار الجيش المصرى على قوات الاحتلال الإسرائيلى وظهور بوادر اتفاق سلام مع إسرائيل، بدأ الرئيس الراحل أنور السادات يتجه تدريجيا نحو السماح لعودة التعددية الحزبية، وذلك بعدما عاشت مصر تجربة الحزب الواحد «الاتحاد الاشتراكى» لمدة تقرب من ربع قرن، فشكل السادات حزب مصر العربى الاشتراكى ليصبح الحزب الحاكم ونشأ معه عام 1976 حزبا الأحرار «ليبرالى» والتجمع الوطنى يسارى»، ثم فى مرحلة لاحقة شكل السادات الحزب الوطنى الديمقراطى تيمنا بتاريخ زعيم الحزب الوطنى الشهير قبل الثورة مصطفى كامل فانتقل أعضاء حزبه السابق مصر العربى الاشتراكى إلى الحزب الوطنى الجديد.

ومع وضوح معالم التعددية الحزبية المصرية كان أول حزب جديد يبادر بطلب اعتماده هو حزب الوفد الذى تقدم فى يناير 1978، بطلب السماح له بممارسة العمل الحزبى العلنى، الأمر الذى أثار استياء السادات وأجهزة الدولة الى شنت حملة ضد الحزب ركزت على أنه حزب ما قبل الثورة.

وعلى الرغم من ذلك حصل الوفد على موافقة لجنة الأحزاب لتأسيسه فى 4 فبراير 1978، إلا أن استمرار الحملة الحكومية ضده والتحذير من أنه سوف يضر التجربة الحزبية الجديدة، دفعت قادة حزب الوفد إلى إعلان تجميد الحزب طواعية، بعدما أدرك زعيم الحزب فؤاد باشا سراج الدين أن المقصود هو تجربة حزبية مستأنسة، فتم تجميد الوفد فى الثانى من يوميو 1978، أى بعد قرابة خمسة أشهر فقط من تأسيسه.

وما إن تم للسلطة التخلص من الوفد حتى سعى السادات إلى تشجيع قيام حزبين آخرين أحدهما اشتراكى هو حزب «العمل الاشتراكى» والثانى ليبرالى وهو حزب «الأحرار الاشتراكيين»، ليكون الحزب الوطنى هو حزب الوسط، فشجع المهندس إبراهيم شكرى على تشكيل حزب العمل فى 11 ديسمبر 1978، كما شجع أحد ضباط ثورة يوليو «مصطفى كامل مراد» على تشكيل حزب الأحرار الاشتراكيين.

ورغم أن قادة الوفد قرروا طواعية تجميد الحرب منعا لصدام كان متوقعا مع السلطة، فقد حدثت مضايقات عدة لقادة الوفد، كان أقصاها اعتقال فؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد الجديد ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة فى عام 1980.

وفى أعقاب اغتيال الرئيس السادات فى 6 أكتوبر عام 1980، وتولى الرئيس حسنى مبارك رئاسة الدولة بعد استفتاء، أطلق سراح المعتقلين السياسيين، وانتهز الوفد الفرصة سريعا فأعلن عودته إلى العمل السياسى ووقف القرار السابق بتجميد الحزب، بعد أن رفعت هيئة قضايا الدولة دعوى قضائية بعدم جواز عودة الوفد، على اعتبار أن الحزب حل نفسه، وطعن الوفد فى الحكم قائلا: إنه جمد نفسه ولم يحل الحزب، فقررت محكمة القضاء الإدارى رفض دعوى الحكومة والحكم بشرعية عودة الوفد ليعود إلى ممارسة نشاطه السياسى بشكل رسمى.

أكثر من قرن مر على تأسيس حزب الوفد العريق، تناوب على رئاسته 9 قيادات بدأت بالزعيم سعد زغلول، مصطفى النحاس، فؤاد سراج الدين، نعمان جمعة، مصطفى الطويل، محمود أباظة، السيد البدوى، بهاء الدين أبوشقة، ورئيسه التاسع الحالى الدكتور عبدالسند يمامة.

الوفد حزب منفرد، قاد الحركة الوطنية نحو الاستقلال، وتم إعلان مصر دولة مستقلة، فقبل الوفد لم تكن مصر سوى دولة تابعة للدولة العثمانية، وكان الاعتراف باستقلال مصر من خلال سعد زغلول قائدا والجماهير المصرية حوله.

حزب الوفد صاحب تاريخ الـ103 أعوام، قامت دول وزالت دول وبقى الوفد، وقامت أحزاب وتلاشت أحزاب، وظل الوفد شامخا ينحاز للوطن والمواطن.

سيظل الوفد يودى دوره كما أداه فى الماضى لبناء الجمهورية الجديدة التى تتسع لكل المصريين.