رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عندما تولى محمد على حكم مصر عام 1805 بدأ فى إصلاح الشأن الاقتصادى، ومن ضمنه العملة، وكانت العملة المتداولة وقتها هى القرش والبارة، وفى عام 1834 أصدر محمد على قرارًا باعتبار الريال أبوطاقة «المثقوب» والمصنوع من الفضة هو وحدة النقود، وقيمته 20 قرشًا، إلى أن أقر الـ100 قرش «جنيه مصر ذهب خالص» كعملة تستخدم فى المعاملات الكبيرة بعد أن حدد قيمة العملات الأجنبية فى مصر.

ثم أصدر الخديو إسماعيل نقودًا نحاسية ضرب على وجهها اسم السلطان عبدالعزيز بن محمود خان عز نصرة، وعلى الوجه الآخر «ضرب فى مصر سنة كذا هجرية» ثم قرر الخديو توفيق أن يكون الجنيه هو وحدة العملة المصرية وتم تقسيمه وصولاً إلى أقل فئة وهى ربع قرش.

وسنة عام 1922، ضربت عملة ذهبية فى لندن باسم الملك فؤاد عليها صورته بالملابس الملكية على قطع نقدية فئة الجنيه والـ5 جنيهات، ونقش عليها «فؤاد الأول ملك مصر» وعام 1924 ضربت فى مصر نقود نيكل من فئة المليمين و5، 10 مليمات وقطعة برونزية فئة نصف المليم. وفى عام 1937، ضربت نقود فضية فى دار السك فى لندن فئة 25، 10، 5 قروش وقرشين باسم الملك فؤاد الأول، كتب على وجهيها فاروق الأول ملك مصر، وصورته بجوار الكتابة، والوجه الثانى «الملكة المصرية سنة 1937 ميلادية».

يحتفظ المصريون فى ذاكرتهم بأسماء عدة للعملات المعدنية المتداولة بداية من «السحتوت» وهو الاسم الذى كان يطلق على العملات ذات القيمة الضئيلة للغاية وكان آخر العملات التى حملت هذا الاسم هى فئة عُشر القرش بتاريخ 1293 هجرية.

وتعددت أسماء العملات المصرية قمنها «المليم» (الجنيه يساوى ألف مليم)، والبرونزة (وهى فئة نصف المليم)، والنكلة وتساوى (مليمين) والتعريفة وهى تساوى (5 مليمات)، أو (نصف قرش)، والقرش (الجنيه يساوى 100 قرش)، والنصف فرنك الذى كان يطلق عليه فئة (القرشين)، حيث كان الفرنك الفرنسى يساوى 4 قروش.

وكانت الفئات الأعلى هى الشلن وكان يساوى (5 قروش)، و«البريزة» وهى تساوى (10 قروش).

وفى عام 1885 صدر قانون الإصلاح النقدى فى مصر، وبموجبه أصبح الذهب أساس النظام النقدى لتكون للبلد عملة موحدة وهى الجنيه الذهبى المصرى، وكان وزنه 8.5 جرام. وفى عام 1899 صدر الجنيه الورقى المصرى وتم تثبيت سعر صرفه مقابل الذهب بحيث كانت قيمة الجنيه الواحد تساوى 7.43 جرام من الذهب، وظل قابلًا للتغيير بالذهب عند الطلب حتى عام 1914 عندما تحولت مصر إلى السلطنة.

ومنذ بداية إصدار عملات السلطنة المصرية عام 1916 وحتى النصف الأول من خمسينيات القرن الماضى كانت فئات العملات المعدنية المصرية الأقل من الجنيه تبلغ 9 فئات مختلفة تبدأ بالنصف مليم المصنوع من البرونز، وحتى الريال (20 قرشًا) المصنوع من الفضة.

وظهر تأثير تراجع قيمة العملة المصرية فى الخمسينيات على العملات المعدنية باختفاء فئة نصف مليم، وانخفاض وزن الفئات الأعلى، والشلن، والبريزة والريال إلى نصف وزن مثيلاتها الملكية.

وفى عام 1967، ودعت مصر العملات المتداولة المصنوعة من معدن الفضة، حيث سكّت الفئات الكبيرة (5 قروش) و(10 قروش) من الكوبر نيكل (سبيكة من النحاس 75٪ والنيكل 25٪) وتوقف سك الريال، بينما سكت الفئات الأصغر من الألومنيوم.

وبحلول عام 1973 توقف إصدار فئة المليم، ولكن استمر التعامل به فى السنوات اللاحقة، حتى إلغائه رسميًا مع فئة 5 مليمات عام 1981 بعد تراجع القيمة الشرائية لأغلب العملات المصرية، لتصبح 10 مليمات هى أصغر فئة متداولة فى مصر.

ومنذ بداية الثمانينيات تم إصدار عملتين جديدتين بفئات (قرشان من النحاس و25 قرشًا من الكوبر نيكل).

وفى عام 1984 أعيد سك فئة 25 قرشًا بحجم أصغر، فى حين تحول إصدار فئة 5 قروش إلى معدن النحاس.

وبعد قرابة عقد من الزمن، تقلص حجم العملات المصرية مجددًا، وبدأت صناعة 10 قروش من النحاس عام 1992، وفى العام التالى ظهرت فئة 25 قرشًا من الكوبر نيكل للمرة الأولى فى التداول واشتهرت باسم الربع جنيه المثقوب، فى حين صدر قرار رسمى بإلغاء فئة القرشين عام 1996.

ومع استمرار تراجع قيمة العملات المصرية وقوتها الشرائية، كان المصريون على موعد مع الإصدار الأول للجنيه المعدنى عام 2005 وكان مصنوعًا من قرصين، الخارجى من الكوبر نيكل والداخلى من النحاس، وظهرت معه فئة 50 قرشًا (نصف جنيه من النحاس).