عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فى كل مناسبة وكل يوم يثبت الشعب المصرى مجددا وعيه الحقيقى العميق، وأن انتماءه وإخلاصه لوطنه غير محدود، وأن مصر وطن ينهض بإرادة وسواعد أبنائه من الشعب والجيش والشرطة، فهم عندما يحتفلون يكونون يدا واحدة، وكذلك تتشابك أيديهم عندما يكونون فى وضع الدفاع عن مقدرات الوطن ضد محاولات العبث بأمنه واستقراره.

وأمس احتفل المصريون بكل طوائفهم وثقافاتهم بذكرى عيد الشرطة الواحد والسبعين، وهى ذكرى غالية فى سجل الوطنية المصرية وهى معركة الإسماعيلية المجيدة التى تجسدت فيها بطولات الشرطة وقيم التضحية والفداء والاستبسال دفاعا عن تراب الوطن.

فى هذه المعركة التى وقعت أحداثها فى مدينة الإسماعيلية يوم 25 يناير عام 1952 ضحى أبطال الشرطة بأرواحهم الغالية من أجل رفع راية مصر عالية، ورسمت المعركة لوحة خالدة تلاحمت فيها بطولات الشرطة والشعب أثناء تصديهم للعدوان لتثبت للعالم أجمع أن المصريين يد واحدة أمام العدوان الغاشم، وأن الكبرياء الوطنى والرصيد الحضارى العميق هو الدافع القوى لمسيرة الوطن وأجياله المتعاقبة نحو واقع أفضل.

إن عيد الشرطة ذكرى ملهمة لكل الشعب المصرى تدعوه للعمل والكفاح من أجل رفعة الوطن والحفاظ على مقدراته، ويقدرون فيها التضحيات الكبيرة التى يقدمها رجال الشرطة وزملاؤهم من رجال الجيش البواسل لحفظ أمن واستقرار الوطن فى مواجهة جماعات الغدر والإرهاب.

ستظل ذكرى معركة الإسماعيلية واحدة من فصول النضال الوطنى الذى ثار فى أعقاب قيام حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس بإلغاء معاهدة 1936 فى أكتوبر عام 1951، وبعد أيام من الغاء المعاهدة قام شباب مصر فى منطقة القناة بضرب المعسكرات البريطانية في مدن القناة ودارت معارك ساخنة بين الفدائيين وبين جيوش الاحتلال.

وفى نفس الوقت ترك آلاف العمال المصريين معسكرات البريطانيين للمساهمة فى حركة الكفاح الوطنى، وامتنع التجار عن امداد المحتلين بالمواد الغذائية، مما أزعج حكومة الاحتلال فهددت باحتلال القاهرة إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين، وشهدت المعركة تحالف قوات الشرطة مع أهالى القناة، وفى صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 قام القائد البريطانى بمنطقة القناة «اكسهام» باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه انذارا لتسليم قوات الشرطة المصرية بالاسماعيلية اسلحتها للقوات البريطانية، وأن ترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، لكن المحافظة رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، واشتد غضب القائد البريطانى فى القناة، فأمر قواته بمحاصرة الشرطة بالإسماعيلية وأطلق البريطانيون نيران مدافعهم بطريقة وحشية لأكثر من 6 ساعات وحاصر أكثر من 7 آلاف جندى بريطانى محافظة الإسماعيلية، فكانت المعركة غير متكافئة واستشهد عدد من رجال الشرطة.

 ونتيجة لهذه البطولات الخالدة فقد أقامت مصر نصبا تذكاريا بمبنى بلوكات النظام بالعباسية تكريما لشهداء الشرطة وفى عام 2009 تم إقرار هذا اليوم اجازة رسمية لأول مرة تقديرا لجهود الشرطة المصرية.

تحية لرجال الشرطة على الجهد المبذول والتضحيات التى يقدمونها للحفاظ على أمن الوطن وحمايته، وتحية لشهداء الشرطة الأبرار الذين وقفوا فى وجه المحتل الغاصب يوم 25 يناير معلنين بالأفعال وليس بالأقوال أن الموت من أجل الوطن أهون من قبول الهزيمة والاستسلام لها.

وسيظل هذا اليوم المجيد من تاريخ مصر عنوانا على قدرة المصرى على تحدى المستحيل والوقوف أمام المحن والشدائد بروح التحدى والصمود.

وبهذه المناسبة نرسل برسالة تقدير وعرفان لكل رجال الشرطة الساهرين على أمن مصر على امتداد مواقع العمل الأمنى فى كافة أرجاء البلاد، وهم يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة.