رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

الأُمُّ هى أصل كل شىء, فأُمُّ البَشَرِ حَوَّاءُ، وأم الكتاب الفاتحة، وأم القرى مكة، ويقال عنها أيضا أم الرحمات، وأم أبيها السيدة «فاطمة الزهراء»، وأم المؤمنين لقب يطلق على جميع زوجات الرسول, وأم معبد واصفة الرسول، وأم هاشم وأم العواجز، لقبان يطلقان على السيدة زينب الطاهرة الشريفة حفيدة المصطفى وأخيرا مصر أم الدنيا.

ولا يعرف التاريخ دينًا ولا نظامًا كرَّم المرأة باعتبارها أمًا، وأعلى من مكانتها مثلما جاء بهِ الإسلام الذى رفع من مكانتها، وجعل برها من أصول الفضائل، كما جعل حقها أعظم من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهذا ما يُقرره القرآن ويُكرره فى أكثر من سورةٍ ليثبِّته فى أذهان الأبناء ونفوسهم.

ومن أعظم الأدلة على مكانة الأم فى الإسلام الحديث النبوى الشريف والمشهور والذى جعل حق الأم ثلاثة آضعاف حق الأب. ويروى «البزار» أن رجلًا كان بالطواف حاملًا أمه يطوف بها، فسأل النبى «صلى الله عليه وآله وسلم» هل أديت حقها؟ قال: «لا، ولا بزفرة واحدة»أى زفرة من زفرات الطلق والوضع ونحوها. وبر الأم يعنى إحسان عشرتها، وتوقيرها، وخفض الجناح لها، وطاعتها فى غير المعصية، والتماس رضاها فى كل أمر، حتى الجهاد، إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها، فإن برها ضرب من الجهاد.

ومن الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم فى الإسلام قصة الرجل الذى جاء إلى النبى «صلى الله عليه وسلم» فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: «هل لك من أم؟» قال: نعم، قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها».

وكانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم، ولا تجعل لها اعتبارًا، فجاء الإسلام يوصى بالأخوال والخالات، كما أوصى بالأعمام والعمات، ومن الأحاديث الدالة على ذلك أن رجلًا أتى النبى «صلى الله عليه وآله وسلم» فقال: إنى أذنبت، فهل لى من توبة؟ فقال: «هل لك من أم؟» قال: لا، قال: «فهل لك من خالة؟»، قال: نعم، قال: «فبرها».

ومن عجيب ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم، حتى وإن كانت مشركة؛ فقد سألت أسماء بنت أبى بكر النبى «صلى الله عليه وسلم» عن صلة أمها المشركة، وكانت قدمت عليها، فقال لها: «نعم، صلى أمك». ومن رعاية الإسلام للأمومة وحقها وعواطفها أنه جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها؛ تقديرًا لمكانة الأم فى الإسلام، وأولى بهم من الأب، حيث قالت امرأة يا رسول الله إن ابنى هذا كان بطنى له وعاء، وثديى له سقاء، وحجرى له حواء، وإن أباه طلقنى، وأراد أن ينتزعه مني, فقال لها النبى «صلى الله عليه وسلم»: «أنتِ أحق به ما لم تنكحي».

ولقد رأينا أمًا مؤمنة كالخنساء فى معركة القادسية تحرض أبناءها الأربعة، وتوصيهم بالإقدام والثبات فى كلمات بليغة رائعة، وما إن انتهت المعركة حتى نعوا إليها جميعًا، فما جزعت ولا صاحت، بل قالت فى رضا ويقين: الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم فى سبيله. وعندما نعود لتاريخنا الاسلامى وحياتنا الواقعية لن نجد أعظم من سيدة العالمين ليكون مولدها هو عيد الأم الحقيقى لكل البشرية.

فاطمة الزهراء صلوات الله عليها تلك الحوراء الانسية التى استبشر واستهل فرحاً بولادتها سيد الخلق, لتكون الأم الحنونة العطوفة لجميع الخلق وهى رحمة الله لعباده المحبين لها كما قال المصطفى, وإنّما سمّاها فاطمة، لاَنّ الله عزَّ وجلّ فطمها ومحبيها عن النار.

[email protected]