حفنة كلام
أين كانت هذه الروح الإنسانية لدى هؤلاء الذين هبّوا لإمداد أوكرانيا بكل أنواع الأسلحة وبكل الدعم الدبلوماسى واللوجستى والاقتصادى والإعلامى لنصرة أوكرانيا؟ أين كان كل هذا عندما دخل الصربُ البوسنةَ وأبادوا أهلها واغتصبوا نساءها وقتلوا رجالها وأين كانوا فى حصار سربنتسا وما حدث فيها من انتهاكات جسيمة يندى لها جبين الإنسانية إلى الأبد؟ لستُ من دعاة الحرب فأنا ضد الحرب وأرى أن التفاوض والسلام هو الطريق الأمثل للبشر لحل مشكلاتهم وأن إشعال نار الحروب يؤثر على العالم أجمع، ولا يعنينى مَن المنتصر فى هذه الحرب الروسية الأوكرانية ومن المهزوم، لكن الأهم أنها كشفت عوار النظام العالمى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأن هذا النظام فى حاجة إلى تغيير وإلى صبْغه بالقيم الإنسانية والعدل، وجود الغرب الآن فى حاجة إلى العدل، فقد أوشكت حضارته على الغروب لأنها حضارة القوة والكراهية، حضارة تنتهك كل القوانين الدولية وطالما استخدمت الفيتو ضد قرارات تحاول دفع الظلم وها هى تصرخ الآن لاستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ونسيت ما فعلته الدول الغربية ضد الفلسطنين والبوسنيين والعراقيين والليبيين والسوريين وغيرهم..
الحضارة التى تُبنى على الظلم تعلو لتسقط والحضارة التى تقوم على العدل تعلو لتبقى، فالتاريخ لا يرحم والحقائق تظهر ولو بعد حين.
•مختتم الكلام
قال الشاعر الكبير محمد الشهاوي:
أببكينى إذا حانتْ وَفاتى
سوى بِنْتَىَّ يا «عَينَ الحياةِ»
ومكتبتى وأقلامى وتَبْغِي
وأحبارٍ تفيضُ بها دَوَاتي
وأوراقٍ حَوَتْ أحلامَ عمري
وأسمارى وبَعْض الذكرياتِ
وإنْ يكُ غيْرَ ذاك فليسَ إلّا
بناتِ الشَّعْرِ فى ماضٍ وآتِ
وحَسْبى أنّ ذاتى ذاتُ شِعْري
وأنّ قصائدى هى: ذاتُ ذاتي
وما لى مِنْ لِداتٍ غير شِعرِى
وما غيْرى لِشِعْرى مِنْ لداتِ
وطفلٍ كُنْتُهُ فى المهد غَنٌى
كذلك قد رَوَى بعضُ الثِّقاتَ
ومُعْجَزَةٌ هى الأشعارُ حتُى
وإنْ وَلَّى زمانُ المعجزاتِ