رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

بدأ الكثير من الأطباء مؤخرا الاتجاه للعلاج بالمواد الطبيعية وينصحون مرضاهم باستخدامها، وعلى رأسها الأعشاب والحجامة والعلاج بلدغ النحل والألوان, وتركيبات لعلاج أمراض الكلى ووصفات بديلة للغسيل الكلوى. وبالفعل يلجأ الكثير من مرضى السكر للعلاج بالصمغ العربى بدلا من الأنسولين لمدة 60 يوما فقط كعلاج نهائى.

وتوجد علاجات طبيعية فى الصيدليات مرخصة وخاضعة لشروط وزارة الصحة مثل «الأوميجا» والمكملات البسيطة التى تستخدم فى حال ضبط الضغط وغيره، ولكن تستخدم كعلاج مساعد ومكمل للأدوية.

وهناك اختلاف كبير بين الأطباء على قضية المواد الطبيعية ما بين مؤيد ومعارض, فأحد أساتذة الباطنة بالمركز القومى للبحوث، يؤيد استخدام المرضى لبدائل علاجية عشبية ويقول: «الأعشاب ضمن عملى البحثى وأنصح المريض ببعض الوصفات العشبية حتى أخفف عنه تكلفة الروشتة، و«أحيانا أستغنى عن دواء كيماوى وأعوضه بأعشاب طبيعية، وذلك ليس لمرضى الباطنة فقط ولكن لمرضى الكبد ذوى الحالات غير الحرجة.

وأوضح أن هناك مواد طبيعية تساعد خلايا الكبد على العمل، ومن ضمنها مادة السيليمارين الموجودة فى نبات الخرشوف، ويتم بيعها عند العطارين , وتوجد عشبة تنمو على جوانب الترع تشبه الشوك، تسمى بـ"شوك الجمل" تعمل على تنشيط وظائف الكبد، وهناك بعض النباتات العلاجية الأخرى مثل اليانسون والنعناع، مؤكدا أنه يمكن الاعتماد على النباتات لأنها تساعد فى العلاج، ولكن تحت إشراف الطبيب حتى لا يأخذ المريض جرعات غير مناسبة، مؤكدا أن هناك بعض الحالات الصعبة التى لا يمكن التعامل معها إلا بالأدوية وأن هناك حالات مرضية يمكن التعامل معها بالأعشاب فقط.

الغريب أن هذا الأستاذ ذهبت إليه إحدى المريضات تشكو «فيروس سي»- وكنت شاهد عيان على ذلك - فعالجها بأعشاب من صنعه فارتفعت نسبة الفيروس بصورة كبيرة كادت تودى بحياتها.

 ويتفق معه استشارى للسكر والغدد الصماء فى أن البدائل الطبيعية المتمثلة فى الأعشاب من الممكن أن تصلح فى مراحل معينة مثل بدايات السكر، خاصة أن الأدوية نفسها يتم تصنيعها من الأعشاب، ولكن مشكلة استخدام الأعشاب أنه لا يمكن التحكم فى جرعاتها.

 بينما يرفض أستاذ لجراحة العظام، فكرة استخدام العطارة والأعشاب كبديل للأدوية، محذرًا من التعامل مع الأعشاب الطبيعية والدهانات التى يتم بيعها فى محلات العطارة، لأنها تحمل مخاطر صحية كبيرة على المرضى، ويتم النصب بها تحت شعار العلاجات الطبيعية والطب البديل.

ويحذر من استخدام الأعشاب فى علاج أمراض السكر والضغط، إلا كمساعد أو مكمل غذائى، وغير ذلك يعتبر مجرد دراسات اجتهادية ليس لها إثبات علمى.

وتشير إخصائية للأمراض الروماتيزمية، أنه لا يمكن التعامل مع الأمراض المناعية بالأعشاب الطبيعية، لأن العلاج يكون مبنيا على تثبيط المناعة مؤقتا، موضحة أنه لا يوجد بدائل للأدوية من الأعشاب الطبيعية.

ويؤكد صاحب إحدى شركات الأدوية أن هناك أدوية بديلة للأدوية التى اختفت من الأسواق وأخرى ليس لها بدائل، ومع ذلك لا تغنى الأعشاب عن هذه الأدوية.

وفى ظل هذا التخبط لابد أن تتبنى الدولة قانون لتشريع وتقنين العلاج بالأعشاب على ثوابت علمية، لتتمكن من تحقيق توازن بين العلاجات الطبيعية والعلاج الدوائى، و فرض قوانين للتحكم فى فوضى استخدام الأعشاب لأنها غير آمنة، وأحيانا تتضارب مع تأثير الدواء، ويجب حماية المرضى ممن يتلاعبون بمشاعرهم بمنتجات ضارة.

ويبقى مسمى «طب الأعشاب» محظور قبل ترخيصه , وخضوع تلك المواد لفحص من جانب هيئة الأدوية قبل استخدامها فى علاج الناس,فالعشوائية فى العلاج لا يمكنها تقنينها، ولكن يجب أن يكون هناك خطوات علمية، من خلال إجراء أبحاث على الحيوانات، حتى تثبت فاعلية الدواء وترخيصه كدواء معتمد. فمتى تختفى إعلانات الترويج للأعشاب التى تعالج جميع الأمراض ويقدمها للأسف أطباء مؤتمنون على صحتنا.

--

[email protected]