رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

 

فى منتصف الخمسينيات من القرن الماضى. قامت معركة أدبية. أعتقد انها لم تخمد نيرانها حتى الآن.. هى معركة الشعر الحديث أما الذى أشعل جمرها فهو العقاد والطرف الآخر كان شعراء الشعر الحديث.. وكان يمثلهم صلاح عبدالصبور وأحمد عبد المعطى حجازى.

والقضية بدأت حين حذف العقاد قصائد الشعر الحديث من خانة الشعر ووضعه فى خانة النثر نافيا ان يكون هذا بالشعر وقد خلا من الشكل التقليدى المثالى فى رأى العقاد.. وتصدى الاثنان له إلا أن رد حجازى كان قاسيا فقد هجاه بقصيدة حادة ندم عليها بعد ذلك فقد تأكد أن العقاد أكبر من هذا المستوى.

إلا أن المعركة زادت اشتعالا حيث تم تصنيفها سياسيا.. فقد وصف النقاد شعراء الحداثة بأنهم شيوعيون خاصة ان الدكتور لويس عوض هوجم هجومًا عنيفًا بعد صدور ديوانه بلوتولاند وقد وصفه أحد الكتاب المتزمتين بأنه مليء بأكثر من قصيدة تدعو للالحاد وطالب بسحب جائزة الدولة التقديرية منه لهذا السبب.

وفى كتاب.. لمصر والحرية.. مواقف سياسية.. يقول لويس عوض ان الرقابة على الصحافة صادرت له مقالا عن الشاعر عبدالرحمن الشرقاوى والعروض الجديد. وتم سحب مقال آخر عن الشرقاوى من الطبعة الثانية لجريدة الجمهورية ويقول: لا أعرف ان كان السبب الشرقاوى أم الشعر الحديث.. كما تم منع مقالين للويس عن أمل دنقل لأسباب تتعلق بالرؤية السياسية للكاتب والناقد معا.

والكاتب ثروت أباظة كان يصف شعراء الحداثة بالجهل والضعف. وكان يسمح فقط للمسرحية الشعرية بالخروج عن الالتزام الكلاسيكى.. تسهيلا للرؤية الدرامية ولكنه فى النهاية يضعهم فى صف الشيوعية.

ولا تزال القصيدة الحديثة ثقيلة على قلوب البعض برغم نجاحها الجماهيرى وتقبلهم هذا الشكل الذى يتيح للمضمون ان يعلو عن الشكل لكن إفراغ المحتوى من ثقافة الحوار. كان يقابله امتلاؤها جماهير نازحة إلى مضمون جديد حتى لو طغى القوالب البالية.