رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لعل من حكاوى زمن الغباوة الإخوانية إعلان أحد مهاويس الأنشطة أيام حكم مرشدهم بقرار تشكيل «حركة الضمير « ردًا على فعاليات حركة « تمرد» الناجحة فى كل ما تنجزه وتحققه من نتائج لصالح عودة الوطن لمواطنيه، ونسوا أنهم كانوا على كراسى الحكم فى عامهم الأسود !!

عن أى « ضمير « يحدثنا هذا المخبول الإخوانى وهو يمثل جماعة غاب عنها وعن رموزها وكل المنتسبين لفكرها الشرير السوداوى أى ملامح للضمير الإنسانى..

فى زمن التسعينيات كتب الناقد الفنى الرائع الراحل رجاء النقاش، حول ما جاء على لسان الكاتب الكبير يحيى حقى فى حوار إذاعى طويل أجراه معه المذيع المثقف عادل النادى بتاريخ ‏25‏ أبريل سنة ‏1991م،‏ أى قبل رحيله عنا بعام واحد وثمانية شهور (توفى فى 10 ديسمبر سنه‏1992م)،‏ والذى نشرته مجلة « الإذاعة والتليفزيون « فى عدة حلقات بعد ذلك‏، ومن بين ما قال يحيى حقى عن نفسه‏:‏ إننى الآن عندما أعيد قراءة مقاطع مما كتبته فى قنديل «أم هاشم» أقول إننى كنت قليل الأدب وكنت بذيئًا لأننى شتمت الشعب المصرى شتائم فظيعة جدًا‏،‏ وأنا شديد الخجل بسبب ذلك‏،‏ فعندما أقول عن الشعب إن بوله فيه دم وديدان أى أنه مصاب بالبلهارسيا والإنكلستوما أو قولى عن الناس إنهم يسيرون كالقطيع‏،‏ فليس فيهم من يسأل أو يثور‏...‏ فى مثل هذا الكلام بذاءة شديدة ولابد من الاعتذار عنها‏.‏..

 ذلك ما قاله يحيى حقى بلسانه عن نفسه‏.‏..إنه الضمير اليقظ والانتماء الطيب للوطن من جانب كاتب كبير يُحاسبه ويوقظ فيه نبض الإحساس بوقع الكلمات وتبعات أثرها فيتراجع ويعتذر لكل الدنيا بصراحة ونقاء سريرة. 

لاشك، يتفاوت الناس تفاوتًا كبيرًا فى مدى يقظة ضمائرهم، وفيما أنعم عليهم الله من ملكات روحية وإيمانية، فالبعض تاهت ضمائرهم وفقدوا ظل وجودهم، فى حين أن البعض الآخر تتألق فيه الضمير ويتيقظ، لدرجة الإحساس الدقيق، وكلا الأمرين خطر على الحياة الإنسانية، لأنه فى الحالة الأولى يستهدف صاحب الضمير المتحجر إلى القساوة والشر والتجرد عن المزايا البشرية، وفى الحالة الثانية يتعرض صاحب المزاج الرقيق إلى مؤثرات تقلق راحته وتسلب سكينة عيشه..

وأعود مرة أخرى لكاتبنا الراحل رجاء النقاش الذى عقب على تراجع وأسف «حقى» وكتب: نحن هنا نقف مع يحيى حقى ضد يحيى حقى،‏ ففى الأدب الصادق الجميل فإن الزعل مرفوع أى أننا لا يجوز أن نزعل من أديب فنان قلبه علينا‏،‏ ومن حق أديب كبير‏،‏ موهوب وحساس ونبيل‏،‏ مثل يحيى حقى‏،‏ أن يقول ما قاله عن شعبه عندما وجد فى هذا الشعب أحوالاً لا ترضيه فى النصف الأول من القرن العشرين والغاضب الناقد الناقم هنا وهو يحيى حقى‏،‏ يريد بشعبه خيرًا ولا يريد به السوء‏،‏ وقد كان الأديب الروسى أنطون تشيكوف (‏1860‏ ‏1904م)‏ يقول‏:‏ إن بلدنا روسيا بلد سخيف، غليظ القلب. ولم يتهمه أحد بالبذاءة أو قلة الأدب أو انعدام الوطنية بل إن الذين يفهمون معنى الغضب المقدس عند الأدباء والفنانين العظماء قد اعتبروا ما قاله تشيكوف صرخة من أجل نهضة شعبه وبلاده‏،‏ وهكذا نعتبر نحن كلمات يحيى حقى‏،‏ أو يجب علينا أن نعتبرها كذلك..

[email protected]