عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

امتلكت مصر في الماضي، كافة المقومات التي جعلتها صاحبة حضارة خالدة على مَرِّ العصور.. فكان لها فضل كبير على كل حضارات العالم القديم، حيث ارتكزت على «الإنسان» الذي كان مؤهلًا للنهوض بعبء تلك الحضارة.

الإنسان المصري «القديم» كان واثقًا من قدراته الفريدة على الريادة، ولهذا أطلق على نفسه «شعب السماء»، أو «شعب النيل».. وأنه الشعب «الذي خُلِق من دمع العين»، وكل ما عداه من شعوب الأرض «خُلِقت من سائل مهين»!

لقد امتلك الإنسان المصري على مدار تاريخه مقوِّمات ميَّزته من غيره.. فطبيعة المصريين «كما وصفها هيرودوت» أن «لديهم القدرة على تمصير الوافدين إليهم»، فلا يذوبون في المجتمعات الأخرى ولا يتأثرون بها، بل يظلون محافظين على هويتهم وخصوصيتهم!

عندما نتحدث عن عبقرية الإنسان المصري، فإننا نحاول استعادة بعض أحداث الماضي المُلهِم، وليس لمجرد الحديث عن ذكريات جميلة، وأيام مليئة بالانتصارات، ودروس عميقة، وعِبر يحملها في صفحاته المشرقة.

لكننا نعني بالطبع الإنسان المصري العظيم، في كل الأزمنة والعصور، كما عهدناه وعرفناه بعزيمته الصلبة وعنفوانه، وإصراره الحتمي على الانتصار والتفوق مهما كانت التحديات والصعوبات.. لأنه باختصار عنوان الكرامة وصاحب انتصار الإرادة على الخوف والأوهام.

في أجواء ذكرى نصر أكتوبر العظيم، نتذكر بكل فخر واعتزاز تلك الأيام المجيدة التي استيقظ معها الكبرياء في ساحات الشرف، فكان النصر بالتضحيات والدماء الزكية التي قدَّمها المصريون قربانًا على مذبح عزة الوطن وعليائه.

ربما غالبية الأجيال لم تعرف حرب أكتوبر وحجم تضحيات الشعب وقواتنا المسلحة الباسلة، إلا من خلال كتب التاريخ، وبعضهم عرفتها طفولتهم، وقليلهم فقط خاضوا معاركها وذاقوا في أيامها طعم المجد والانتصار وتحطيم أسطورة العدو الصهيوني وسطوته.

في شهر البطولات نعود بالتاريخ لنستذكر صفحات ناصعة بيضاء، كانت منعطفًا تاريخيًا في حياتنا، ليكون نصر أكتوبر تأكيدًا أن الأصل في أي انتصار هو امتلاك الحق، والثقة والإيمان به، وهو ما جعل المصريين يقدمون للعالم صورة واضحة ودرسًا عمليًا عن إرادة الشعوب عندما تصمم على استعادة حقوقها المغتصَبة.

أخيرًا.. في كل عام نحتفي بذكرى النصر، من خلال وضع إكليل من الزهور على قبر «الجندي المجهول»، الذي نعتقد أنه لم يعد مجهولًا، بل أصبح معلومًا من الوطن بالضرورة، لأنه البطل الحقيقي لنصر أكتوبر العظيم.. هذا البطل الذي لا نتوقف عند معرفة «دينه» أو «مِن أين» أو «مَن أهله»، لكننا بالتأكيد نعرف أنه الإنسان المصري النبيل.

فصل الخطاب:

الأمم الكبيرة والدول العريقة، قد تتأثر أحيانًا.. لكنها لا ولم ولن تسقط أبدًا.

[email protected]