رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

للأسف ، فإن المتابع لمواد صفحات الحوادث المتخصصة مؤخراً، يحزنه أن يراها قد باتت محتشدة بالجرائم العنيفة، الممزوجة بالدم والهلاك ، والمتسمة أحياناً بالفجور والبشاعة والعصية على التصديق في تفاصيلها وكواليسها.

في أحدها ــ على سبيل المثال ــ قتل مواطن قريبه في بني سويف رمياً بالرصاص بعدة طلقات نارية ، بسبب «بوست» على الفيس بوك، فلم يتخيل أهالي القرية البسيطة التي يقطن بها الجاني والقتيل، أن السوشيال ميديا التي أطلت برأسها على الريف يمكنها تقود أحدهم لجريمة قتل، بمجرد أن تحدث شخص عن آخر عبر السوشيال ميديا، ليكون الانتقام سريعاً وجاهزاً، وتتحول المعركة من التلاسن عبر «ضغطة زر» على الكميبوتر لـ»ضغطة زناد» بندقية آلية.

ذكر لنا تعريف بربارا ويتمر Barbara wetmer للعنف بأنه «خطاب أو فعل مؤذ أو مدمر يقوم به فرد أو جماعة ضد أخرى»، و يرى أن العنف موجود داخل الذات البشرية و مع وجود العقل كحائل دون أن ينجر نحو حيوانيته، لذلك يلجأ الناس إلى تقديم مبررات إما لإيهام النفس أو الغير على صدق ما يقومون به.

لم يرتبط العنف بالعادات والممارسات القديمة أو عند استخدام التقنيات الحديثة فقط، بل نجده في إنتاج الفنون والأعمال الأدبية ، فممارسة العنف وثقته الأساطير الفرعونية والميثولوجيا اليونانية وفي غيرها من الحضارات الإنسانية في صياغتها لحالات الصراع التقليدي بين الخير و الشر وحالات العنف اليومية...

للأسف ، فقد صار العنف الملاذ الأخير عند البعض .. فهل صارت ثقافة العنف أسلوب حياة يمارسها المجتمع أحيانًا من خلالها طقوسه الاجتماعية اليومية عبر تكريس أنماطها المختلفة وتجعلها متقبلة بل ومطلوبة بشكل أو آخر ، منها أسطورة البطل بشكلها السلبي على سبيل المثال، وصار تاريخ الشعوب وبات تراثها القائم على تمجيد العنف أكثر من الداعمة للسلام والتسامح للأسف ..

ويمكن للعنف الأسري أن يكون عنفًا جسديًا كالضرب أو الدفع، أو نفسيًا كالسب والشتم أو المراقبة أو الحبس في المنزل أو التهديد بالعنف أو التكبر على الضحية وإذلالها، أو جنسيًا كالتحرش الجنسي أو الاغتصاب ، أو اقتصاديًا كحرمان أحد أفراد الأسرة من الحصول على المال أو منعه من العمل كي لا يستقل ماليًا أو سلبه أمواله الخاصة.

وتؤكد العديد من مراكز البحوث والدراسات الاجتماعية على أن أهم تبعات ممارسة العنف بكل أشكاله الشعور بالقلق والاضطراب، نتيجة الهيجان الداخلي وعدم الحصول على قدر كافٍ من الحنان والأمان والمحبة ، والمعاناة من حالات الاكتئاب والانطوائية والعزلة نتيجة التعرض للاحتقار والتهميش، و فقدان الثقة بالنفس وتقليل الاحترام للذات نتيجة كثرة التقريع التي تفقد الجرأة على إبداء الرأي والتعبير عن النفس أمام الآخرين..

وعليه ، لابد من نشر ودعم منظومة ثقافية مضادة للعنف، نواجه بها ثقافة العنف السائدة جنبا إلى جنب مع العمل الدءوب على تحسين كل الظروف التى تفرخ العوامل المؤدية لانتشار العنف لدى قطاعات المجتمع.

[email protected]