عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

في الزمن المباركي كان لي مقال بجريدة الأخبار وأشرت منتقدًا قرار الوزير الطيب الراحل  د. حسين كامل بهاء الدين بإعداد وتثبيت لافتات على أبواب المدارس كتب عليها « مدرستي جميلة نظيفة متطورة منتجة .. إلى غير ذلك من الصفات المثالية « ، بالإضافة لعرض مشاكل في الأداء التعليمي كان يثيرها أولياء الأمور ومحررو الصفحات التعليمية .. وأشرت إلى أن تلك اللافتات تمثل توجها لتزييف الواقع لفلذات أكبادنا وكأننا ندربهم ونلقي عليهم الدروس في فنون الفهلوة والكذب وتقبل تزييف الواقع بتجميله الكاذب.

.وما أسعدني بحق أنه وفي ذات يوم نشر المقال كان اتصال معالي الوزير المحترم طالبًا مقابلتي لتوضيح أمور قد تكون غائبة عني ..    وتكرر ذلك مع الوزير النشط  د. هاني هلال وزير التعليم العالي الأسبق الذي وافق على طلبي مقابلته عقب كتابة مقال آخر ، وتكررت مثل تلك المواقف مع عدد من المسئولين ، وهو ما لم يعد يحدث الآن للأسف ..

    أذكر على سبيل المثال ، نشر مقال لي مؤخرًا أنتقد فحوى ورسالة إعلان تليفزيوني كان يذاع بشكل ملح خلال شهر رمضان وحتى الآن من آن إلى أخر لدعوة المصريين للذهاب إلى مراكز اللقاح ، والمشهد الرئيسي لدراما الإعلان  أمام عربة الفول في تعظيم لقدر العربة والبائع إلى حد انطلاق بطل الإعلان «خالد الصاوي» مهرولًا بفرحة نحوها كطفل مشتاق مُطلقًا عبارته التي باتت شهيرة « بحبك يا فول « في تصور ساذج أن عربة الفول واستخدامها سيعضد الاقتراب من أهالينا البسطاء لتوصيل الرسالة.

 وكأن الإعلان الصادر من وزارة الصحة قد أقر أنك عزيزي المشاهد في أمان مع عربة  الفول والبائع وأدواته حتى في زمن « كورونا «.. لايهم الاحتشاد حول العربة وضرب الإجراءات الاحترازية على مدى كل دقائق الإعلان.. غير مهم نظافة أدوات تقديم الفول التي يتم غسلها في « جردل» قذر في غياب مصدر متجدد للمياه النظيفة وأن العربة بما عليها معرضة للأتربة وعوادم السيارات .. لايهم أن البائع ذاته غير حامل ترخيص من وزارة الصحة صاحبة الإعلان وعبر كل دقائق الإعلان الكل بدون كمامات ... مثال حي للأسف لغياب الوعي الإعلامي والمهني !!

  وعلى هواء القناة الأولى ، يستضيف المذيع الشهير عبر الهاتف المطرب الكبير « صابر الرباعي « وكان سؤال المذيع المفاجئ : « ألم تخش تقديم أغنية بالاشتراك  مع ( فلان ) المطرب العربي وهو صاحب السيرة السيئة ؟!... وبالطبع وقع السؤال على آذان « الرباعي « وقع الصدمة ، ولكنه بسرعة رد بكياسة وذكاء ولقن المذيع درسًا أظنه لن ينساه !!.. لم يدرك المذيع أنه قام بفعل التشهير بمطرب عربي كبير ، ويكفي إحراجه للرباعي ... مثال حي لغياب الوعي الإعلامي والمهني !!

    والأمثلة كثيرة للأسف وفي مجالات عدة ، أرى أن الأمر بات يتطلب إعادة تأهيل لمعدي ومقدمي ومخرجي ( على الأقل البرامج الهامة ) ..و أن تلقى مقالات الكتاب وأصحاب الرأي الاهتمام في زمن يطالب فيه الرئيس السيسي ومنذ اليوم الأول لولايته بتصويب الخطاب الإعلامي ليتناسب مع جهود بناء دولة جديدة .


[email protected]