عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لاشك أن غاية الدولة ــ أى دولة ــ تحقيق السلم العام.. لقد جعلت الطبيعة الناس أحرارًا و متساويين ؛ غير أن هذا التساوى لا يتحقق مع حالة الطبيعة التى تقوم على اساس الحرب الدائمة والفوضى و الخوف، وهذا ما يؤدى فى النهاية إلى تعاسة ومشاحنات بين أبناء الجنس البشرى.

فى حالة تنمر رذيلة عانت الطالبة الجامعية «حبيبة « عندما خرجت من لجنة الامتحان لتجد من يقول لها « انت نسيتى تلبسى البنطلون تحت الفستان؟.. وانت مسلمة ولا مسيحية ؟.. آه انتى اسكندرانية !!..

ويحكى لنا الكاتب الجميل «أسامة سلامة « حكاوى أخرى، منها اعتداء أصحاب محل بقالة على متشرد حاول الحصول على علبة كانز عنوة، وضربوه حتى مات فى أيديهم، وفى حدوتة أغرب تدخل عدد من أعضاء البرلمان ومحافظ عند وزير التعليم من أجل عدم حجب نتيجة لجنة بها غش جماعى فى امتحانات الثانوية العامة، وحاولوا الضغط عليه لإعلان نتيجتهم بالمخالفة للقانون، وفى الرابعة، اعتدى عضو اتحاد الكرة على فتاة ضمن المتطوعين فى تنظيم الدورة الأفريقية لأنها اختلفت مع إحدى المشجعات التونسيات قبل مباراة تونس والسنغال، و فى الحوادث الثلاث كان لأبطالها قانونهم الخاص الذى طبقوه بعيدا عن قانون الدولة !..

ويبقى الأمر الأغرب والمزعج والذى يستحق التناول بالدراسة من قبل المراكز البحثية الاجتماعية والنفسية، أنه وفى مقابل الحماس والدافعية المجنونة لدى أهل حالات الانفلات سواء بالاعتداء على الغير أو لاسترداد الحقوق الشخصية والعائلية بعيدًا عن الأجهزة المعنية، هناك حالة غريبة وعامة من الإهمال والتراخى والتقاعس عن الدفاع عن حق المجتمع و الغير من الجماعات البشرية فى العيش فى شارع مصرى منضبط مشرق آمن نظيف.. هو هو المواطن الذى يغضب ويثور ويذهب للانتقام ممن أجرم فى حقه لا يتحرك له أى ساكن عندما يرى المخالف فى اتباع قواعد المرور أو من يخرب فى عربات قطار أو مترو أو مقاعد مدرجات كرة قدم، ولا يقاوم ولا يحاول مد يد الإصلاح ومشاركة أجهزة الدولة فى منع الاعتداء على الأراضى الزراعية أو ردم مياه النيل، أو حتى الاعتداء على نهر الطريق وحرمان المشاة من وجود أرصفة !!

وقد يطرح أمر عدم مبالاة المواطن بأهمية التعاون مع أجهزة الدولة لزجر ومنع من يلحقون الأضرار المادية والمعنوية للمجتمع والدولة، أهمية أن نناقش فى منتدياتنا الفكرية والبحثية أمر تقييم علاقة المواطن بأجهزة الدولة والتعاطف مع نظم إداراتها.. لقد راعنى وأنا أتابع حملات أجهزة المرافق وهى تبعد الباعة وبضاعاتهم التى تشغل الأرصفة وأحيانا نهر الطريق أن بعض المواطنين المشاة هم من ينبهون الباعة بقدوم شرطة المرافق.. بدلًا من التعاون مع أجهزة الدولة لتحقيق نجاحات مرجوة لإعادة الانضباط والنظافة وسيولة المرور للشارع المصرى.. فهل بتنا فى حالة احتياج لعقد مصالحة بين المواطن وتلك الأجهزة وتشكيل وعى وثقافة جديدة تؤكد على أهمية إعلاء مصالح الوطن العليا ؟!

[email protected]